خرجت قضية الصيادين اليمنيين الذين تلقوا ضربة جوية من طائرة عمودية تابعة لاحدى القطع الحربية الروسية في يناير الماضي من دائرة الخطابات الرسمية بين النيابة والأمن ومصلحة خفر السواحل في اليمن ، باتجاه القضاء ووزارة الخارجية. وكشف مكتب محاماة بعدن عن الحصول على اوامر قضائية باستدعاء إفراد طاقم البارجة العسكرية الروسية LAS (Admiral Vinogradov) والتي كانت احد طائراتها قد أطلقت النار على مجموعة من الصيادين اليمنيين في يناير الماضي وقتلت أحدهم وأصابت اخرين باصابات بليغة. وقال ان أولويات القضية حالياً لدى وزارة الخارجية التي ستقوم بحسب القنوات الدبلوماسية باستدعاء أفراد طاقم المروحية الروسية للمثول أمام القضاء اليمني، مؤكدا أن موكليه الصيادين يطالبون بتعويض قدره 2 مليون دولار جراء ما حدث لهم.. وتزايدت في الآونة الأخيرة المخاطر التي يتعرض لها الصيادين اليمنيين التقليديين مع نشاط القرصنة الصومالية وخطف قواربهم والاستيلاء على ما فيها واستخدامهم كدروع بشرية . وشكل التواجد الدولي للبوارج الحربية في خليج عدن لمكافحة القرصنة ، خطرا إضافيا بات يهدد آلاف الصيادين اليمنيين –نظرا لعدم تفرقتها بين الضحية والقرصان واعتبار كل شيء على سطح البحر قرصان ما جعل الصيادين اليمنيين عرضة لنيران "خاطئة او مقصوده " بين الحين والأخر من البوارج وطائراتها العسكرية. هذه المخاطر تواجه 65798 صيادا منهم 24393 يعملون من خلال جمعيات تعاونية في حين تصل نسبة الصيادين الفرديين 62 في المئة بأقل من 10 في المئة من النسبة العالمية التي يعمل فيها الصيادون لحساب أنفسهم ويمتلكون 16 ألف قارب صيد توفر 2890 فرصة عمل سنوية. وكانت مروحيه تابعة لقوات التحالف أطلقت النار على قارب صيد يمني من نوع (فيبر جلاس ) تابع لجمعية الفاروق الإنتاجية الخدماتية السمكية,وعلى ظهره أربعة صيادين يمنيين, يوم مطلع يناير الماضي , وذلك أثناء وجودهم في عرض البحر في منطقة تبعد حوالي 30ميلاً بحرياً من سواحل مدينة المكلا بمحافظة حضرموت ,مما أدى إلى إصابة أحد الصيادين وإلحاق أضرار مادية بالقارب, الذي تمكن من العودة مع طاقمه إلى ميناء المكلا. وتعرض ثلاثة صيادين ظهر يوم 13 يناير 2009م ،موزعين على قاربين «الوديعة» و«زهرة الوادي» لضربة جوية من احدى الطائرات العمودية التابعة للبارجة الحربية الروسية LAS (Admiral Vinogradov) ، أثناء قيام الصيادين الثلاثة بالاصطياد في المياه الإقليمية الجهة الغربية باتجاه الخيسة، بعد أن تمكنوا من اصطياد كميات كبيرة من الأسماك بلغت قيمتها أكثر من 9 مليون ريال بعد أن قضوا نحو 12 يوما في البحر بحثا عن الرزق. وأدى ذلك الحادث لمقتل محمد سالم داود جبلي (35 عاما) ، ومصابان اثنان هما يعقوب عباس دموكي (20 عاما) ، وسليمان سالم دموكي، تعرض احدهم للإعاقة وبتر إحدى قدميه. وفي ابريل أن تمكنت سفينة حربية فرنسية من تحرير 20 صيادا يمنيا اختطف قاربهم قراصنة صومال أثناء وجودهم على بعد 57 ميلا بحريا من جنوب عدن. ويستعد الصيادون اليمنيون لتأسيس منظمة للدفاع عنهم تهدف الى اعانة المتضررين، في وقت تعمل لجنة برلمانية حاليا على تقصي حقائق المخاطر التي باتت تؤرق الصيادين التقليديين بهدف الدفع بالحكومة للتحرك لمعالجة جادة لمشاكلهم ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم. وأدى تقليص انتاج الصيادين لصعود غير مسبوق لاسعار الاسماك للاستهلاك المحلي، ويقول صيادون ان الانتاج اليومي تراجع بسبب ذلك الى ما بين 70-85 كيلوجراما من 300-450 كيلوجراما يومياً للصياد الواحد.