شكل المسجد بالنسبة لحزب التجمع اليمني للإصلاح منطلق لتوسيع قاعدة مناصريه منذ نشأته إلى جانب المعاهد العلمية التي أغلقت قبل سنوات . الإصلاح استطاع توظيف المسجد إما لمواجهة الخصوم أو لتدشين أنشطة ربح منها مناصرين جدد وحصل البعض من الفقراء منها على منافع من خلال أعمال الخير التي يديرها بعض بل غالبية خطباء الإصلاح من المساجد. ورغم أن أنشطة الإصلاح الخيرية موسمية ويغلب عليها تفضيل الشأن الخارجي على المحلي كدعم المقاومة في فلسطين ودعم فقراء افريقيا وقبلها الشيشان والبوسنة والهرسك وافغانستان إلا أن هذه الأنشطة أوصلت عدد من رجالات الحزب إلى تحت قبة البرلمان والمحليات . ويكفي الإشارة هنا إلى أن إحدى الجمعيات المفرخة من حركة الإخوان المسلمين في اليمن أعلنت في الصحف الرسمية العام الماضي عن جمع قرابة 5 مليون دولار اغلبها من جوامع المدن الرئيسية قالت أنها أرسلتها إلى فقراء غزة ( دون الضفة الغربية ) هكذا جاء في الإعلان. الحكومة ممثلة بوزارة الأوقاف كثيرا ما لوحت بنصوص قانونية واجراءت لإقصاء الإصلاح من منابر المساجد لكن هذه التهديدات ليست جدية لعدة اعتبارات أهمها أن المؤتمر لا يملك بديلاً لخطباء الإصلاح بعد أن أثبتت التجارب أن التيار السلفي أكثر تشدداً ومغالاة في التعامل مع القضايا والمستجدات كما ان الحوثيون عبر مؤسسات كثيرة كانوا بديلا للإصلاح في تجارب إحلال ليست ناجحة. الأيام الماضية كشفت عن توجه إصلاحي للذود عن نفوذه في المسجد بمواجهة ليست سلمية مع السلفيين في اب والحوثيين في مأرب والجوف. حصيلة المواجهات التي قادها كوادر الإصلاح كانت مؤلمة إلا أنها هينة بالنسبة لجماعة ترى في المسجد أهم متارس مواجهاته مع المخالفين سواء من القوى السياسة او الجماعات الدينية. في محافظة اب رفض اصلاحيون بالقوة استبدال عبدالسلام الخديري وهو قيادي إصلاحي معروف في محافظة اب بناشط سلفي يدعى بدران طه سعيد البريهي في مسجد الضياء والذي كان الإصلاحي الخديري إماما وخطيبا له. الرفض الإصلاحي لإزاحة الخديري تطور إلى حد الاشتباك بالأيدي واستخدام السلاح الأبيض وأسفر عن إصابة احد المصلين بجروح بعد تعرضه لطعنة بالسلاح الأبيض قبل أن تتدخل الشرطة لفض الاشتباك وإغلاق بوابات المسجد . في إحدى مديريات محافظة صنعاء كان لعناصر قبلية موالية للإصلاح جولة مماثلة حين رفضوا تنصيب خطيب وامام سلفي لجامع في إحدى مديريات المحافظة. الخلاف الإصلاحي السلفي يتوسع فكرياً حين يكون خصم الاصلاح هو حركة الحوثيين الشيعية والتي يبادلها الاخوان المسلمين مشاعر العداء رغم الدبلوماسية التي تغلف تعامل الطرفان حين تكون السياسة حاضرة . في الجوف القريبة من محافظة صعده معقل الحوثيين كانت لعناصر الاصلاح جولة من القتال الدموي للذود عن احد مساجد مديرية الزهرة بعد أن اقتحم الحوثيون أحد المساجد بمديرية بهدف السيطرة عليه، وقاموا بقتل 3 أشخاص من أنصار تجمع الاصلاح . وخلال توجه مجاميع إصلاحية إلى مكان عزاء أقامه الإصلاح لقتلاه اعترض «الحوثيون» بعض المواطنين وقتلوا اثنين من كوادر الإصلاح الذي قتل هو الأخر 6 من الحوثيين رجحت مصادر أن يكونوا أكثر من 6 . وحذر حزب الإصلاح أنصاره في عدد من المحافظات من توجه لدى الحوثيين للاستيلاء على المساجد . مسئول الإصلاح الأول في محافظة الجوف عبد الحميد عامر أفصح عن توجه الحوثيين مستدلاً بما قاموا به في مديرية مجزر بحافظة مأرب حين طرودا الإمام وأقاموا صلاة الجمعة قبل الفائتة بالقوة وسط إطلاق الرصاص". وفي العاصمة صنعاء احتوى عقلاء خلافاً كان نشب بين أنصار الاصلاح وموالين للحوثيين في احد مساجد المدينة السكنية بعد اعتراض خطيب المسجد على أنشطة ترفيهية ورياضية نظمها الاصلاح لطلاب تحفيظ القران الكريم في المسجد. واعتبر الخطيب الانشطة استقطاب سياسي غير جائز خصوصاً وان المسجد منطقة نفوذ له. انتقال الاصلاح إلى مربع المواجهة بمختلف الوسائل للحفاظ على ما اكتسب من مساحة للتحرك داخل المسجد كمنبر إعلامي اثبت نجاعته في مجتمع تقليدي يقدس رجال الدين تأكيد على بعد النظر لدى الحزب لان الرضوخ لمحاولات الإقصاء قد تكون مقدمة لتصفية تشترك السلطة والحوثيون والسلفيين في تنفيذها وان كانت دون تنسيق.