■ وصول مدير الوكالة الدولية محمد البرادعى إلى طهران فى سياق محادثات جنيف التى طغت عليها صفة الإيجابية بين إيران والدول الخمس بالإضافة إلى ألمانيا.. يعود إلى إدراك إيران أن هذا التوقيت بالذات يحتاج إلى عملية تجميل وتغيير فى سلوكها مع الغرب وإلا سيكون مصير هذا النظام مهدداً بالانتحار فإما العقوبات وزيادة العزلة والانحسار ومواجهة النار فالخيار العسكرى يلوح لها من بعيد.. فعليها السماح لمفتشى الوكالة الدولية بالعمل بحرية.. وتقديم بعض التنازلات فى التفاوض لأن النظام يعانى من انقسام داخلى وتدهور فى شعبيته ملحوظ يراقبه العالم فى شوارع طهران.. والعقوبات الجديدة إذا دخلت فى منع تصدير البنزين لإيران وباتفاق مع روسيا والهند والصين ربما قد تغلق عليها باب الحياة، فهى لا تملك قدرة لتكرير البترول الذى تقوم بتصديره وتعيد استيراده بعد تكريره فى شكل بنزين فالوضع الاقتصادى فى حالة بالغة من السوء وانتفاضة شبه يومية من قطاعات الشباب.. إذن فقد أدركت إيران أنها مفاوضات الفرصة الأخيرة قد تستغلها فى التهدئة مهلة لتكتيك جديد لكسب الوقت وتكملة مخططاتها النووية وهيمنتها الإقليمية. ■ قدر عدد عملاء إيران فى دول مجلس التعاون الست الخليجية بأكثر من ثلاثة آلاف عميل غالبيتهم من المذهب الشيعى، منهم رجال أعمال من أصل إيرانى أو موالون بشكل مذهبى أو مادى إلى إيران ومهمتهم جمع معلومات تسمح باختراق المؤسسات الحكومية وهى تقع ضمن شبكة حزب الله ذات الخبرة والتدريب وتعتبر عيون إيران الإقليمية. ■ زيارة الوفد المصرى إلى اليمن مؤخراً تشمل التهدئة للحفاظ على وحدة واستقرار اليمن وتواكب إعلان مصادر قيادية فى حزب الله أن عددا من مقاتليه لقوا حتفهم وهم يؤدون واجبهم فى صفوف الحوثيين فى الحرب الدائرة لمواجهة الحكومة اليمنية فى صعدة، وأكدت تقارير الدولة أن حزب الله يوفر الدعم الفنى والمادى مما يوضح الدور الإيرانى فى الصراع القائم بين شمال وغرب اليمن.. هذا بجانب قضية حزب الله فى مصر ودوره فى المغرب والأردن وعدد من الدول الأوروبية وأمريكا الجنوبية ضمن الشبكات التى أعلن عنها مؤخراً، فإن كانت إيران بهذه القوة فلماذا لا نجد لها خطوة إيجابية ترد بها على العدو الصهيونى أو المنظمات المتطرفة الإرهابية السنية مثل القاعدة؟! مجرد سؤال. ■ الزيارة المرتقبة للعاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دمشق نجد أن توقيتها محل الانتقاد من البعض والتأييد من بعض الأطراف الإقليمية. فالتأييد هو لمحاولة توحيد الصف العربى الذى سعى لتأكيده العاهل السعودى فى قمة الكويت الأخيرة مما قد يمهد لموقف عربى موحد أمام التهديدات الإسرائيلية والمخاطر الأمنية، ولكن تجد هذه الزيارة فى توقيتها بعض الانتقاد لأن دمشق حتى الآن لم تقدم نواياها الحقيقية للتعاون فى تشكيل حكومة لبنان ولم تضمن خطوات أمنية لمنع تسرب المسلحين عبر حدودها إلى العراق وتسليم المطلوبين لديها من الإرهابيين الذين تطالب بهم الحكومة العراقية بعد الانفجارات الأخيرة، مما سبب أزمة بين البلدين، كما لم تحصل الأطراف العربية على ضمانات كافية من حكومة دمشق بوقف دعمها لحزب الله وحماس. ■ العديد من الأمثلة يظهر على السطح وأنت تجلس فى المقهى اللبنانى، الجميع يتحدث فى السياسة فهذه التطورات التى تظهر على الساحة اللبنانية لها انعكاساتها على العديد من الدول العربية.. فما نقرؤه الآن هل هو انفراج سياسى؟! أم مرحلة انتقال إلى ما هو أخطر، تهديد أم حرب أم هجوم سريع يحسم الشكوك لدى الجميع.. لا يوجد رؤية واضحة لدى الأطراف المعطلة للحل إن كانت سوريا أو إيران أو حلفاءها حماس وحزب الله ولا يوجد نوايا صادقة لدى الأطراف المهيمنة على القرارات الدولية إن كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يوجد خطط فعالة لدى الأطراف الوسيطة والمراقبة مثل الاتحاد الأوروبى أو تركيا أو حتى مصر والسعودية.. فلا يوجد عازف سياسى واحد يستطيع أن يحدد الاتجاه الذى سيواجهه العالم فى الشهور المقبلة.. النووى الإيرانى أخطر من الإسرائيلى؟! يردد البعض أنه سيكون مختلفاً لأن النظام الإيرانى يحمل عقيدة الشهادة والتضحية من أجل الهدف وبالتالى إن قدر له تصنيعه يمكن أن يدخل فى دائرة الخطر، فلم تلجأ إسرائيل لاستخدامه فى حرب 73 فى حين أنها فوجئت بعبور المصريين لقناة السويس ولجأت للمساعدات الأمريكية ولكن ربما تلجأ إليه للدفاع عن وجودها فى النهاية.. هو مجرد كلام للمناقشة على طاولة الحوار المنتشرة فى مقاهى لبنان.. أحمدى نجاد يلوح بقدرته الصاروخية والمسجد الأقصى ينتهك وشعب غزة يقتل وأرض فلسطين تتآكل من المستوطنات فى كل مرة يعلن عن مفاوضات، ومع ذلك لا نجد فيه سوى انتهاكات أمنية للدول العربية، أما إسرائيل فلا يقترب منها إلا بالتصريح والصريخ.. فيا دنيا.. يا إيرانى.. ارحمى شعبك وارحمى العالم من التهديد والقلق، فهناك مازال عدو مشترك اسمه إسرائيل وشعب مشرد هو الفلسطينيون. [email protected] *المصري اليوم