وكالات - تشير التحقيقات الجارية حول حادث قتل خمسة جنود بريطانيين في اقليم هلماند جنوبي افغانستان اليوم الاربعاء إلى احتمال أن يكون لحركة طالبان دور فيه. وكانت وزارة الدفاع بلندن قد قالت اول الامر إن شرطيا افغانيا "متمردا" قد فتح النار على الجنود الخمسة عند نقطة للتفتيش وارداهم قتلى قبل ان يولي الادبار. وقالت الوزارة إن الهجوم اسفر ايضا عن اصابة ثمانية اشخاص بجراح. وقال رئيس الحكومة براون إن تحقيقا في الحادث قد بدأ، حيث يتم الآن جمع الادلة الضرورية. واضاف بأن اجراءات الامن ستعزز جراء الهجوم. يذكر ان حصيلة القتلى هذه هي الاعلى من نوعها في حادث منفرد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان في عام 2001. وكان مراسل بي بي سي في كابول ايان بانيل قد قال إن مصادره تشير الى ان الشرطي الذي نفذ الهجوم يدعى قلب الدين، وانه فر بعد تنفيذ العملية. ويضيف مراسلنا بأنه يبدو ان القاتل كان على خلاف مع آمره المباشر، ولكن مصادر من القبائل التي تسكن المنطقة تشير الى علاقته بحركة طالبان. وقال المقدم البريطاني ديفيد ويكفيلد الناطق باسم القوة البريطانية في اقليم هلماند إن الجنود القتلى كانوا مكلفين بتدريب الشرطة الافغانية. واضاف الناطق بأنهم كانوا يقيمون بشكل دائم في موقع تابع للشرطة الافغانية طيلة الاسبوعين الماضيين. وبهذا الحادث يرتفع عدد قتلى الجيش البريطاني في افغانستان منذ عام 2001 الى 229. تحقيق شفاف من جانبه، قال الجنرال ستانلي مكريستال القائد الاعلى للقوات الدولية في افغانستان إنه قد ناقش موضوع الهجوم الاخير الذي تعرضت له القوات البريطانية مع وزير الداخلية الافغاني حنيف اتمار الذي شاطره الاسى. وقال الجنرال مكريستال إن المسؤول الافغاني "اكد لي بأن تحقيقا شاملا وشفافا سيجرى في هذا الحادث." واضاف: "لن نسمح لهذا الحادث ان يضعف من عزيمتنا على بناء شراكة مع قوات الامن الافغانية خدمة لمستقبل افغانستان." الا ان الكولونيل ريتشارد كمب، وهو قائد سابق للقوات البريطانية في افغانستان، عبر عن قلقه من هذا التطور الجديد. وقال كمب: "سيكون شأنه تقويض الثقة (بين القوات البريطانية ورديفتها القوات الافغانية) على المدى القصير على الاقل، وذلك الى ان نعلم ما الذي جرى بالضبط. لن افاجأ ان سمعت ان العديد من الجنود البريطانيين بدأوا بوضع اصابعهم على زناد اسلحتهم عندما يكونون بمعية رجال الشرطة او الجنود الافغان." يذكر ان حادثا مماثلا وقع في العام الماضي، عندما قتل شرطي افغاني جنديين امريكيين.