توالت ردود الفعل المنددة على الاستفتاء الذي أجري في سويسرا الأحد حول حظر بناء مآذن المساجد في أراضيها والذي حظي بتأييد أكثر من نصف السويسريين. فقد أعلن الفاتيكان الاثنين رفضه لحظر بناء المآذن، مشيرا إلى أنه يتفق مع الأساقفة السويسريين الذين أعلنوا الأحد أن التصويت في استفتاء لصالح منع بناء المآذن في بلادهم يشكل ضربة قاسية لحرية المعتقد. مفتي مصر وفي السياق ذاته، انتقد مفتي الديار المصرية علي جمعة الأحد الاستفتاء السويسري واعتبر أن نتيجته إهانة للمسلمين في كل أنحاء العالم. إلا أن جمعة وجه نداء إلى المسلمين طالبا منهم ألا يتأثروا بالقرار، وأضاف في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن "نتيجة الاستفتاء... ليست إساءة طفيفة للحرية الدينية، إنها أيضا إهانة لمشاعر الطائفة الإسلامية في سويسرا وسواها." المرجع الشيعي في لبنان وفي لبنان أدان المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله الاثنين نتيجة الاستفتاء وأدرجها في إطار ما وصفها بأنها حملة تشويه للإسلام تؤدي إلى حالة من العنصرية ضد أتباعه، حسب تعبيره. واعتبر فضل الله المعروف باعتداله في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن حملة دعائية استهدفت إثارة الرأي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوهة ومخيفة عن الإسلام. وأضاف فضل الله أن التحريض المتواصل الهادف إلى إيجاد حالة من العنصرية في الغرب ضد المسلمين من شأنه أن يعود بالضرر على غير المسلمين، حسب قوله. تنديد في أندونيسيا وفي أندونيسا، أكبر دولة مسلمة في العالم، نددت جمعية نهضة العلماء الاثنين بنتيجة الاستفتاء السويسري معتبرة أنه ينم عن كراهية وعدم تسامح. غير أن الجمعية التي تمثل أكبر منظمة مسلمة في البلاد دعت في الوقت نفسه المسلمين في أندونيسيا إلى عدم المبالغة في الرد على قرار السويسريين وإبداء تسامحهم وتمسكهم بحرية العبادة. وكان السويسريون قد صوتوا الأحد لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم بنسبة 57.5 بالمئة في استفتاء دعت إليه أحزاب اليمين التي ترى أن المآذن رمز سياسي ديني، رغم وجود أربع مآذن حتى الآن في سويسرا. ويعتزم حزب الخضر الطعن بالنتيجة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ لما اعتبره انتهاكا للحرية الدينية التي كفلتها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وتعد سويسرا بحسب الإحصاءات الحكومية الأخيرة نحو 400 ألف مسلم بينهم 50 ألف ملتزم بالشعائر الدينية، من أصل تعداد سكاني يبلغ 7,5 ملايين نسمة، مما يجعل الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في البلاد. راديو سوا