في سياق تطورات فشل محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) بمحاولة تفجير الطائرة الأميركية «نورث ويست» في رحلتها 253 لدى اقترابها من ديترويت قادمة من أمستردام وعلى متنها 300 شخص تقريبا الجمعة الماضية وما تبعها من إعلان تنظيم القاعدة في اليمن مسئوليته عن ذلك ، أثار تقرير أمريكي تساؤلات حول سبب عدم إلغاء السلطات الأمريكية تأشيرة دخول عمر النيجيري أراضيها ، كاشفا عن معلومات استباقية تجاهلها المسئولون الأمريكيون تضمنت تحذيرات عن صلته بجماعات إرهابية . وتحت عنوان «تساؤلات عن سبب عدم إيقاف المشتبه فيه»، أعد إريك ليبتون وسكوت شين تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز ، قالا فيه إنه حينما حذر والد الشاب عمر الفاروق عبد المطلب -وهو أحد المصرفيين البارزين في نيجيريا -السفارة الأميركية في أبوجا من اعتناق ابنه أفكاراً متطرفة واختفائه، وربما سفره إلى اليمن، لم يتحرك مسؤولو السفارة لإلغاء تأشيرة دخول الشاب إلى الولايات المتحدة، والتي تنتهي صلاحيتها في يونيو 2010. وبدلاً من ذلك، قال المسؤولون إنهم أخضعوا ملف الشاب عمر الفاروق عبد المطلب للفحص الدقيق في حالة تقدمه لطلب تأشيرة دخول ثانية. أما في واشنطن-بحسب التقرير- فقد أُضيف اسم عبد المطلب إلى نحو 550 ألف اسم آخر لمشتبه في صلتهم بالإرهاب، دون إضافته إلى قائمة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة ،ولهذا لم ينتبه أحد حينما اشترى عبد المطلب تذكرة طائرة إلى الولايات المتحدة وركبها بالفعل دون أن يحمل حقائب. وبعد اتهام عبد المطلب بمحاولة تفجير طائرة عابرة للقارات_أثناء رحلتها من أمستردام إلى ديترويت_ فوق ديترويت يوم عيد الميلاد، يتساءل بعض أعضاء الكونغرس عن سبب عجز الوسائل الأمنية عن حماية الطائرات من صعود القنابل على متنها، بعد ثماني سنوات من هجمات 11 سبتمبر. ويوضح التقرير أنه مع تصاعد الانتقادات الموجهة إلى الثغرات الأمنية بما يُنذر بكارثة، أمر الرئيس أوباما بمراجعة اللوائح الأساسية لنظام الأمن الجوي، وهي وضع قوائم للمراقبة واستخدام أجهزة الفحص في نقاط التفتيش بالمطارات. في الوقت نفسه، يعمل المسؤولون في عدة دول على تقصي مسار عبد المطلب بحثاً عن الثغرات الأمنية. حيث يقول المسؤولون في نيجيريا إنه وصل لاغوس عشية عيد الميلاد، قبل ساعات من مغادرته إلى أمستردام. بينما يبحث المسؤولون الأميركيون رحلاته إلى اليمن، ويحقق مفتشو سكوتلانديارد في صلاته في لندن التي درس بها في الفترة من 2005 إلى 2008، وكان رئيساً للجمعية الإسلامية. هذا وقد صور المسؤولون الأميركيون ما حدث على الطائرة _ ونجاح طاقم الضيافة في إخماد الحريق الذي أشعله عبد المطلب _ بأنه كان اختباراً نجحت أنظمة السلامة على الطائرة في اجتيازه. غير أن خبراء مكافحة الإرهاب وأعضاء الكونغرس لم يثنوا على النظام الأمني الذي لم يتمتع بالمرونة والذكاء الكافيين لكشف أساليب الإرهابيين المبتكرة. وحسب التقرير فان أعضاء الكونغرس يرون أنه كان ينبغي الاهتمام بتحذير والد عبد المطلب ومراقبة المشتبه فيه قبل صعوده على متن الطائرة في أمستردام. بل وترى العضو الجمهوري سوزان كولينز، عضو لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية، أنه كان ينبغي إلغاء تأشيرة دخول المشتبه فيه، أو على الأقل تفتيشه جسدياً أو عبر أجهزة الفحص بالأشعة. ويشير التقرير إلى أن هذه الواقعة أعادت الجدل المستمر منذ هجمات 2001 بشأن الموازنة بين الأمن والخصوصية ، إذ حرصت الحكومة خلال السنوات الماضية على تقليص حجم قوائم المراقبة بعد الانتقادات المتكررة للأسئلة العديدة التي يتعرض لها المسافرون في نقاط التفتيش، ويبدو أنها ستضطر الآن إلى توسيع قوائم المراقبة ثانية.