قال الدكتور علي حسن الأحمدي، محافظ شبوة اليمنية أن مجاميع من عناصر تنظيم القاعدة من مأرب وأبين ، كانت اتجهت الى المحافظة في الفترة الأخيرة أي قبل الضربة (التي وجهها الطيران اليمني لموقع «القاعدة» في شبوة الشهر الماضي)، بينهم عشرات من المصريين والسعوديين منخرطون في نشاط «القاعدة» هناك. وأكد الأحمدي أن المعلومات تشير إلى أن هذه المجاميع ما زالت موجودة في تلك المناطق، خاصة جبل كور، بين أبين وشبوة ، مشيرا إلى أن من بين السعوديين المنخرطين في تلك المجاميع (السجين السابق في معتقل غوانتانامو سعيد علي الشهري)، الذي كان يوجد بين منطقة المعجلة ومنطقة رفض، ومناطق في كور، قرب محافظة أبين. وهو ما زال موجودا هنا-حد قوله. وعن مصير بعض قيادات التنظيم بعد الغارة اليمنية على تجمع لهم في شبوة 24 الشهر الماضي أوضح محافظ شبوة في سياق حديث لجريدة الشرق الأوسط الأحد أن أنور العولقي (يشتبه الأميركيون بأن له علاقة بكل من نضال حسن الذي قتل 13 جنديا في قاعدة فورت هود بأميركا، والنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية عشية أعياد الميلاد) ما يزال موجود حتى الآن في محافظة شبوة. ومعه أيضا فهد القصع (حوكم سابقا وأدين لعلاقته باستهداف المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن عام 2000، ويعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي المطلوب الثالث عالميا بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري)، ومعهم عناصر محدودة من أبناء شبوة. وقال "هم يتنقلون في بعض الجبال، ولا يستقرون في مكان محدد. وأينما ذهبوا يُقابلون بالطرد من جانب المواطنين، الذين يرفضون أن يبقوا بينهم". وحسب الأحمدي فهناك مجموعة أخرى في منطقة جبل كور، وهم يتنقلون فيها مع مجموعة من أبين، وهم جميعا يتبعون تنظيم القاعدة. كما يوجد معهم ناصر الوحيشي (قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، وهو من محافظة أبين، وما زال على قيد الحياة، بعد أن نجا من الغارة اليمنية الأخيرة. وافاد محافظ شبوة عن فهد القصع القيادي في التنظيم بالقول انه" كان إلى وقت قريب مقيما في بيته، وكان لديه مسجد هنا، ولم يكن له نشاط.. كان يدعي أنه جالس في بيته فقط، لكن اتضح أنه يستقبل مجاميع من عناصر القاعدة، وأيضا عناصر ربما من خارج اليمن.. عندما بدأ نشاطه يزداد، بدأت أجهزة الاستخبارات تراقب وتتابع نشاطه، واتضح فعلا أن موقعه أصبح ملتقى لعناصر تنظيم القاعدة". وبشأن العولقي ذكر الأحمدي انه "كان يعيش في أميركا، وعاد (هاربا من أميركا قبل نحو 6 سنوات)، إلى اليمن.. وكان ينشط نشاطا دعويا. وبرز نشاطه في الفترة الأخيرة كمنتمٍ لتنظيم القاعدة، خاصة بعد أن نُشرت صورته في وسائل الإعلام الأميركية، واتهم بأنه على صلة بالشخص الذي نفذ مذبحة الجنود الأميركيين، في قاعدة فورت هود في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي". وحول المستقر الذي كان يتخذه أنور العولقي ، اوضح محافظ شبوة انه كان في البداية عقب عودته من أميركا إلى اليمن، هادئا جدا، ولا نشاط له على الإطلاق، فيما عدا إطلاق خطب باللغة الإنجليزية في شرائط كاسيت، وإرسال هذه الخطب إلى أميركا وبعض البلدان الأخرى. لم يكن له نشاط ظاهر في الحقيقة، وهو أصلا من شبوة. وأضاف "استمر العولقي هذا نحو سنتين دون أي نشاط علني، إلا النشاط الدعوي العادي. وبعد أن ظهرت صورته في وسائل الإعلام الأميركية (بسبب قضية فورت هود) هرب إلى الجبال، وتواصل.. أو كان على تواصل مع مجموعة من «القاعدة» موجودة في منطقة رفض". مشيرا إلى أن العولقي وعدد من القيادات استهدفتهم عملية عسكرية أطاحت بسبعة منهم. وفر الباقون إلى الجبال الواقعة بين محافظتي شبوة وأبين. وحذر محافظ شبوة من استمرار خطرهم، خاصة محاولات تجنيد الشباب من صغار السن ومن العاطلين عن العمل وغالبيتهم ممن لا تتجاوز أعمارهم 23 سنة، مشيرا إلى أن عناصر «القاعدة» تتلقى دعما من بعض الشخصيات من خارج اليمن من بعض الشخصيات في دول الخليج ومن إيران ، وقال إن قوة «القاعدة» في اليمن ترجع لترابط عناصر التنظيم والطبيعة الجغرافية ذات التضاريس الوعرة، والتحالف مع أعداء النظام، تحت شعار «عدو عدوي صديقي». مؤكدا ان تلك العناصر تتسبب في إثارة قلق المواطنين، ولأن المواطنين ينبذونهم، فقد اتجه أعضاء تنظيم القاعدة للتنقل في مناطق نائية جدا. وأضاف الأحمدي بقوله إذا لم يتم التعامل مع «القاعدة» بشدة، وإذا لم يتم إلقاء القبض عليهم، فربما يتسببون في إغواء الناس وإقناعهم بأنهم يجاهدون في سبيل الله، واستغلال الأوضاع في البلاد، خاصة بعد أن ظهر تعاونهم مع عناصر الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب البلاد عن شمالها. وبحسب محافظ شبوة فان هناك نقاط أمنية ودوريات، بشكل أكثر من السابق. غير أن عناصر «القاعدة» لديهم سيارات مثل سيارات اللاندكروزر وسيارات الدفع الرباعي، وأصبحوا يبدلونها بين وقت وآخر، خوفا من ملاحقة الأمن لهم، وأيضا لا تكون هذه السيارات دائما معهم.. بل توصلهم إلى المناطق التي يريدونها، وتذهب.. وهذا ما حال دون ضبطها.. وتطرق إلى أن الحالة العامة التي خلقها تنظيم القاعدة، في جنوب البلاد، أثرت على النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياحي. منوها إلى أن السياح، أصبحوا الآن لا يأتون إلى اليمن بسبب المعلومات عن الخطر الموجود.. وكذا بسبب بعض العمليات التي تمت في حضرموت واستهدفت بعض السياح وأيضا تأثرت الاستثمارات، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت محدودة.