شهدت محافظات جنوب البلاد يوم الثلاثاء تظاهرات مؤيدة وأخرى مناهضة للانفصال على وقع أجندة لقاء لندن الذي سيناقش غد الأربعاء تحديات اليمن بمشاركة 21 دولة إقليمية ودولية. وفي تظاهرة غلب عليها الطابع المسلح وشارك فيها أنصار ما يسمى ب"الحراك الجنوبي " في مدينة ردفان التابعة لمحافظة لحج ، دعا منظموها لقاء لندن المقرر إلى دعم فك الارتباط بين الجنوب والشمال والذي جدده نائب الرئيس الاسبق على سالم البيض المقيم في النمسا بعد أكثر من 16 عاما على فشل محاولة الانفصال الأولى عسكريا في صيف 94. وطالب المتظاهرين بتدخل دولي بقوة لتحقيق الانفصال، وذلك في لافتات كتبت بالعربية والانجليزية، كما حثت كلمات قادة الحراك المشاركة ، لقاء لندن بالرجوع إلى قرارات مجلس الأمن "924 و931" الصادرة أثناء حرب 1994 التي تقر استمرار الوحدة اليمنية بالطرق السلمية، مؤكدين تمسكهم بالنضال لنيل حقوقهم المسلوبة مما يصفوه "احتلال شمالي". وبحسب شهود عيان فقد تجنبت قوات الشرطة أي اشتباك مع المسلحين في التظاهرة على الرغم من محاولات استفزاز كبيرة في منطقة الحبيلين لجر الشرطة لمواجهات دامية -معد لها سلفا من تلك القوى، فيما شوهدت طائرات تحلق في السماء أثناء التظاهرة ، غير ان متظاهري "الحراك" الذي تحول غطاءا لنشاط تنظيم القاعدة، قابلوا ذلك بإطلاق وابل من الرصاص باتجاه تلك الطائرات التي عادت وغادرت أجواء المكان. بالمقابل شهدت محافظة عدن اليوم تظاهرة حاشدا في ملعب الشهيد الحبيشي بمدينة كريتر ، للتنديد بالمشاريع التأمرية ودعوات الكراهية والانفصال والعنف المكرس للقتل بالهوية . وأدان المتظاهرين أعمال التقطع والتخريب والفوضى التي تتبناها عناصر انفصالية خارجة عن النظام والقانون في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية والتي كان آخرها إعتداء أثم على طلبة المدارس في الضالع أمس اوقع 4 اصبات منهم ،بالإضافة إلى هجوم على نقطة أمنية موقعا العديد من رجال الامن. وحفلة التظاهرة المناوئة للدعوات الانفصالية وحضرتها قيادات السلطة المحلية ومسؤولي المكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية و قيادات وممثلوا منظمات المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية والإبداعية وجمع غفير من المواطنين ، بكلمات دعت الى نبذ الارهاب والتطرف ومواجهة أية محاولة لإعادة تمزيق وحدة الوطن من أية عناصر تسعى لنشر بذور الفرقة وإذكار نار الفتن والصراع بين أبناء الوطن الواحد، كما شددت على أن الحوار هو السبيل الوحيد والخيار الاوحد لمعالجة أية قضايا أو صعوبات وتلبية أية حقوق أو مطالب تحت سقف الدستور والثوابت الوطنية. ورفع المشاركون اعلام الجمهورية اليمنية ورددوا الشعارات والهتافات التي تمجد الوطن ومكتسباته والدعوة الى إصطفاف وطني للدفاع عن وحدة وسيادة وامن واستقراره اليمن ،وطالبو المجتمع الدولي بدعم جهود التنمية في اليمن والحد من البطالة والفقر الذي يتسع ورفض المساس بأمن واستقرار ووحدة الشعب اليمني.