لليوم الثاني على التوالي تواصلت التظاهرات والمسيرات في ثلاث محافظات مطالبة مؤتمر الرياض بتبني الانفصال وفك الارتباط وسط هجوم قيادات الحراك الانفصالي على الحزب الاشتراكي اليمني وحزب رابطة أبناء اليمن "رأي" واعتبارهم بأنهم عملاء . وشهدت المسيرات المتشحة بالأخضر رفع أعلام خضراء وتشطرية وصور لقيادات جنوبية أمثال على سالم البيض فيما رمت الكلمات الحزب الاشتراكي ورابطة رأي بالخيانة والعمالة لنظام صنعاء على حساب القضية الجنوبية . وفي المهرجان الذي حضره بزنجبار التي يسيطر عليها مليشيات القيادي السابق في تنظيم القاعدة طارق الفضلي المسلحة اتهمت قيادية في الحراك " زهرة صالح أحزاب اللقاء المشترك ورابطة أبناء اليمن بالعمالة . وقالت أوجه الرسالة الأولى إلى "أصحاب الجلالة بالمملكة العربية السعودية بان دعمهم لليمن يعني الحرب ضد الجنوب وان السعودية شريكة الإثم والوزر". ووجهت الرسالة الثانية لأحزاب اللقاء المشترك الذي وصفته بالمشترى وليس المشترك، موضحةً أن الاشتراكيون ثلاثة مراتب بعضهم مرتبطين بنظام صنعاء وخانوا الشعب الجنوبي وبعضهم يستثمر نشاط وعمل الحراك لمصالح وأغراض خاصة والثالث فريق نزل إلى الشارع مع إخوانهم وأهلهم بالجنوب وتخلصوا من الارتباط بصنعاء واللجنة المركزية وعن الإصلاح وفقاً لمراسل نيوز يمن قالت انه شريك النظام في ضرب وتدمير الجنوب. وأما رسائلها لحزب الرابطة وصفتهم بأنهم "العملاء الذين كان لهم موقف جيد في حرب 94م لكنهم انقلبوا وتحولوا الى عملاء ضد الجنوب ويقدمون مشاريع سياسية تخدم نظام صنعاء". وعقب هذه الاتهامات نشبت اشتباكات بين عضوات في الحزب الاشتراكي حضرن المهرجان وقيادية الحراك "زهره صالح" قبل أن يتدخل الحضور لفض الحراك، . وفي ذات السياق خرج المئات من أنصار الحراك في مدينة ردفان جنوب اليمن في مسيرة كبيرة حاملين أعلام شطرية . وشاركت في المسيرة وفود من مناطق الصبيحة ولحج والمسيمير وكرش والحوطة يافع وحالمين وحبيل جبر. واحتشدت الوفود منذ الصباح الباكر إلى جولة مثلث حبيل جبر الضالع الحبيل ليدخلوا الحبيلن في موكب واحد وهم رافعين الأعلام الخضراء وأعلام التشطير وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض. وتزامنت المسير مع مسيرة لطالبات مدارس ردفان اجتمعن في منصة الحبيلين. وكان المتظاهرين بحسب شهود عيان احرقوا علم الجمهورية اليمنية ثم بعد ذلك عادت المسيرة لتجوب شوارع الحبيلين مع الطالبات ذهابا وايابا. وفي منطقة الصبيحة قال شهود عيان أن طائرات حربية حلقت فوق مديرية المضاربة وفكت جدار الصوت مما سبب الخوف والهلع لدى الطلاب والنساء والأطفال. من جانبها تحدثت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية بمحافظتي الضالع ولحج أوقفت 27 ممن تسميهم بالخارجين على القانون على خلفية تورطهم بأعمال شغب وفوضي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار. وأوضحت إن 20 منهم تم ضبطهم بمدينة الضالع لمشاركتهم في مسيرة غير مرخصة تسببت في قطع الطريق الرئيسي بالمدينة وترديد شعارات مسيئة للوحدة تحث على الكراهية والبغضاء في المجتمع . فيما ذكرت الأجهزة الأمنية بمحافظة لحج إنها أوقفت 7 من الخارجين على القانون أثناء قيامهم أمس بمحاولة إثارة الشغب والفوضى والتحريض على إقامة مسيرة غير مرخصة بمدينة الحوطة عاصمة المحافظة . وفي صدى تناول أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن الاحتجاجات المستمرة في جنوب اليمن قد تفضي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد التي تعاني أزمات متعددة أبرزها الفقر ونمو تنظيم القاعدة. ومضت نيويورك تايمز إلى القول إنه تلاحظ مظاهر عدم سيطرة الحكومة اليمنية في مناطق من الجنوب مثل عدن، حيث يرتفع علم مختلف عن العلم اليمني في صنعاء يعود لليمن الجنوبي المستقل سابقا. وباتت حركات الاحتجاج المستمرة في الجنوب -أو ما يسمى الحراك الجنوبي- ترفع أعلاما مختلفة عن علم الدولة، وتهدد بالتمرد واندلاع أعمال عنف ما لم تتحقق مطالبها التي تنادي بفك الارتباط مع صنعاء حسب الصحيفة. ويتهم قادة الحراك الحكومة اليمنية في الشمال بممارسة التمييز ضد أبناء الجنوب وبمصادرة أراضيهم وطردهم من وظائفهم والعمل على تجويعهم وحرمانهم، حتى بات الجنوبيون يتوقون إلى عودة الاستعمار البريطاني الذي حكم البلاد طويلا.