تجسيدا لمكانة القبيلة في الساحة افتتح مجلس شورى التضامن الوطني أعمال دورته الاعتيادية الثالثة السبت في زخم تداعى له جميع أعضائه من القبائل لمناقشة ازمات اليمن وسبل حلها ، تخللها اجواء مشحونة فرضتها ظاهرة الثار حين قدمت نفسها عمليا بين خصماء قبيلين خلال الفعالية بالرصاص الحي كاحد ابرز المشكلات المستوجبة حلها من الباحثين على ادوار سياسية على اكتاف القبائل وكأولوية تستبق التنظير لازمات اليمن وحلولها . وفي حفل الافتتاح الذي استضافته قاعة "اكسبوا صنعاء" أرجع رئيس مجلس التضامن الوطني الشيخ الشاب حسين الأحمر نجل الراحل عبدالله الاحمر في كلمته تأجيل انعقاد الدورة الثالثة أكثر مرة، للأوضاع والظروف السياسية و الإقتصادية لتي يمر بها اليمن. مستعرضا في خطابه المشاكل التي تمر بها ، وأهمها من وجهة نظره : إقصاء كافة الأطراف السياسية والإنفراد بالسلطة الأمر الذي أدى إلى تكاثر الأزمات، وعلى رأسها الأزمة في الجنوب وأزمة صعده، مشيرا إلى سقوط الآلاف من القتلى من أبناء القوات المسلحة وأبناء اليمن عموما في أزمة صعده. و فيما يخص حرب صعدة أضاف الأحمر حسين : أن الكثير من اليمنيين خاضوا الحرب و لم يعلموا ما هي أسبابها ولماذا انفجرت ولماذا كل سنة تبدأ وتنتهي بتلفون دون أن يعرف اليمنيون ودون أن تحسم الفتنة ودون أن تحل المشكلة. معبرا عن خشية مجلس التضامن من أن تكون هناك حرب سابعة تستنزف فيها من جديد الدماء والأموال والثروات دون معرفة أي طرف سياسي أو مدني عن أسباب المشكلة . وفي معرض حديثه عن مشكلة الجنوب وصف الشيخ حسين بن عبدالله الاحمر بالخطر العظيم الذي يواجه الوحدة اليمنية، خاصة في ظل تساهل كثير أو بعض من الناس بأزمة الإنفصال. وفي هذا السياق دعا إلى تصحيح مسار الوحدة، معتبرا ما سماه ب " الحبوسات وانتهاكات للحريات ولحقوق الناس وحبس الناس دون حق بأنها تزيد النار والفرقة والإنفصال وتولد الحقد والكراهية بين أبناء اليمن". مشيرا إلى بعض مظاهر المواطنة المتساوية، التي يطالب بها المواطنون في الشمال والجنوب على حد سوء، ك" أن يكون الدستور والقانون فوق الجميع، وعدم استغلال السلطة وتحويلها للمصحة أشخاص أو الإنفراد بها لمصلحة بعض القوى السياسية". وطالب الأحمر حسين ، السلطة بعدم استغلالها الجيش والأمن لقمع القوى السياسية، أو لإقصاء طرف، كما حصل في صعده. وإضافة إلى حديثه عن أزمتي صعده والجنوب، أشار رئيس مجلس التضامن الوطني إلى بعض الأزمات التي يمر بها اليمن، كأزمة الغلاء والفساد، مختتما كلمته بدعوة القيادة السياسية لأن تكون دعوتها إلى حوار وطني جاد تحت قبة البرلمان بمشاركة كل القوى، و ليس داخل وزارة الدفاع. ونظرا لعدم وجود المصداقية بين السلطة والمعارضة من وجهة نظر الأحمر حسين اقترح أن يكون الحوار الوطني بإشراف دولي وليس إشراف دولة عربية أو إشراف الجامعة العربية. من جهته استعرض رئيس مجلس شورى التضامن الوطني عبد اللاه القاضي أبرز النجاحات التي تحققت في وطننا اليمني منذ قيام الوحدة ، ورغم ذلك أكد على وجود أزمة سياسية ، داعيا إلى الاعتراف بها لأجل تشخيص أسبابها وخلفياتها والبحث عن الحلول الشاملة والجذرية لها. معبرا عن تفاؤله بوجود حلول ومعالجات للأزمات القائمة في اليمن، بشرط أن تصدق النوايا والأعمال من قبل جميع القوى السياسية وفي مقدمتها الجهات الرسمية في السلطة. ولم يستبعد وجود أمل في أن يتجاوز الشعب اليمني المنعطف التاريخي الخطير الذي يمر به كما تجاوزها في منعطفات سابقة . وفي أجواء سادها الهمس والغمز واللمز بين أعضاء المجلس حول مستحقاتهم المالية مقابل مشاركتهم وتحملهم عناء السفر من المحافظات لحضور أعمال الدورة الثالثة لمجلس شورى التضامن الوطني، قُرئ على مسامع الحاضرين تقارير كل من الأمانة العامة و اللجنة العليا وهيئة الرقابة. وفي تقرير الأمانة الذي قدمه الشيخ محمد حسن دماج أمين عام مجلس شورى التضامن لمس المشاركون أنه كان حافلا بالانجازات، وفي خضم تفاعله بسردها واحدة واحدة إلى أن مر بنشاط دائرة شؤون القبائل ومنها قيام الدائرة بإعداد مشروع خطة عمل لمعالجة قضايا الثأر والصراعات في كل محافظة فزع الجميع بمجرد سماع البعض وعلم الآخرين صوت طلقات نارية كان مصدرها بوابة "أكسبو صنعاء" وهو المكان الذي عقد فيه التضامن دورته الثالثة . وتلك الطلقات كان مصدرها رجل من قبيلة منيف بالجوف يطلب ثأرا قديما عند رجل آخر ستيني العمر من نفس القبيلة لم تمحه السنين، لتسكن طلقات مسدسه جسده وتطرحه أرضا على رصيف الشارع الرئيسي "الستين" على مرأى ومسمع من حشود القبائل التي أصابها الفزع والخوف مما جعل كل واحد منهم يتحسس جسده احتمالا منهم بأن تكون فيها، ولم يهدأ بالهم إلا بعد معاينة المصاب طريحا ينزف دما. ورغم ذلك لم يتوقف تقرير الأمانة العامة حيث ما زال دويه يصدح في أرجاء القاعة، مستعرضا منجزات دوائره للفترة السابقة . وعندما تمكنت حراسة "اكسبو صنعاء" من القبض على المجرم، سارع مرافقي الشيخ حسين الأحمر إلى أخذه و إرساله- بحسب إفادة احد المشاركين – إلى منزلهم في الحصبة للتحقيق معه والتأكد ما لو أن جهة أخرى دفعته لارتكاب هذه الجريمة بهدف إفشال فعاليات الدورة.خاصة بعد اتهام حسين الأحمر السلطة بمحاربة مجلس التضامن في كل مرة يعقد فيها أي فعالية من فعاليته، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة قد وجهت بنزع لوحاته الإعلانية من الشوارع. وفي سياق متصل بجلسة اليوم اختتم المشاركون - على رغم المنغصات – بمقترحات التعديلات على النظام الأساسي و وافق الجميع عليها . ومن المنتظر أن يواصل المجلس أعماله غد الأحد، مستعرضا ومناقشا عددا من الأجندة والقضايا على جدول أعماله وفيها يتطلع المراقبون الى مفاجاءات جديدة قد تحملها توصيات الدورة الثالثة لشورى التضامن الوطني.