بدأت الاجواء الاوروبية تتعافى تدريجيا مع انحسار الغبار البركاني ، ما مكن "حفنة" من الطائرات من نقل عدد من المسافرين العالقين حول العالم ، في حين تسببت "فوضى الطيران" بخسائر كبيرة في اسيا ، لم تسلم منها حتى ازهار قطاع غزة. واعلن الاتحاد الاوروبي امس الثلاثاء ان فتح المجال الجوي الاوروبي يتقدم ببطء ، مضيفا ان تعطل الطيران سيستمر خلال الاسبوع. وقالت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية ان عدد الرحلات الجوية انطلاقا من باريس وأمستردام زاد امس كما أن هناك المزيد من الرحلات الداخلية في ايطاليا. وأضافت المتحدثة هيلين كيرنز "نحن سعداء جدا لاقلاع المزيد من الرحلات... نلمس تقدما حتى وان كان تقدما بطيئا". وكانت الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي قد اتفقت الاثنين على خفض مساحة المنطقة التي يحظر الطيران فيها حول بركان ايسلندا تحت ضغط شركات الطيران التي تخسر ما يقدر بنحو 250 مليون دولار يوميا. وقالت المنظمة الاوروبية لسلامة النقل الجوي "يوروكنترول" ان من المتوقع أن يجرى تسيير نحو نصف عدد الرحلات الجوية المقررة في أوروبا في زيادة عن عدد الرحلات التي جرى تسييرها في الايام السابقة .وفي هذا السياق ، اعلنت الخطوط الالمانية "لوفتهانزا" عودة جزئية لحركة الملاحة الجوية في المانيا رغم استمرار غلق المجال الجوي رسميا. واوضحت الشركة انه "بالاعتماد على الرؤية بالعين المجردة" سيتم تأمين "كل الرحلات البعيدة الامد وفق ما هو مبرمج" علاوة على "بعض الرحلات الداخلية في المانيا". واعلنت الخطوط الفرنسية "اير فرانس" ان رحلاتها البعيدة انطلاقا من مطاري رواسي شارل ديغول واورلي ستستأنف وكذلك قسم كبير من الرحلات الداخلية. كما استؤنفت حركة الملاحة جزئيا في بلجيكا وسمح فقط بهبوط الطائرات. وفي سويسرا عاد الوضع تدريجيا الى طبيعته ، كما اعيد فتح المجال الجوي في شمال ايطاليا. في حين ارجأت ايرلندا اعادة فتح مجالها الجوي ، ومددت الدنمارك اغلاق مطاراتها. فيما اضطر وصول سحابة الرماد الى بريطانيا شركة بريتيش ايرويز لالغاء كل رحلاتها القصيرة والمتوسطة بينما اغلقت النروج مجالها الجوي جنوب غرب البلاد. ويمثل الاستئناف التدريجي لحركة النقل الجوي مصدر ارتياح لملايين المسافرين العالقين حول العالم . وفي هذا الاطار ، شهد مطار الأقصر الدولى فى صعيد مصر امس إقلاع 36 رحلة طيران إلى عدد من مطارات اوروبا التى فتحت مجالها الجوى ، كما عادت إلى مطار فرانكفورت الألماني دفعة جديدة من المسافرين . وهبطت طائرتان تابعتان لشركة "اير برلين" تقل سائحين من مصر وجزر الكناري ، تلتهما طائرات مسافات طويلة قادمة من دبي وأنجولا وبانكوك. وتدفقت مشاعر المواطنين العائدين بشكل واضح حيث بدت الدموع في عيون البعض ، في حين هلل آخرون بصوت مرتفع فور الوصول. ويتوقع ان تستعيد حركة الملاحة الجوية في اوروبا وتيرتها الطبيعية تماما بحلول الغد ، شرط الا ترتفع وتيرة ثوران البركان.وتزايد الرحلات الجوية تزامن مع تأكيد خبراء الارصاد انحسار سحب الرماد ابركاني ، بدورها ، اكدت خبيرة الارصاد الجوية غودرون نينا بيترسون في ايسلندا ، ان كميات الرماد المنبعثة من البركان اقل. واضافت "اذا ما لوحظ وجود رماد فوق بريطانيا ، فانه رماد خرج من البركان قبل 24 ساعة". من جانبه ، قال مركز مراقبة الرماد البركاني في تولوز جنوب غرب فرنسا ان سحابة الرماد يفترض ان تمر فوق شمال اوروبا. واندفعت سحابة الرماد تجاه الساحل الشرقي لكندا ولكن شركات الطيران هنالك قالت ان الغاء الرحلات الداخلية كان في المقام الاول بسبب الضباب. من جهة اخرى ، ذكرت جمعية شركات الطيران في منطقة آسيا المحيط الهادىء ان خسائر هذه الشركات بسبب سحابة الرماد البركاني تقدر باربعين مليون دولار يوميا.عربيا ، تسبب اضطراب الملاحة الجوية في وقف تصدير زهور قطاع غزة إلى الأسواق الأوروبية واستمرار الأزمة يهدد بتكبد مزارعي الزهور خسارة بمئات آلاف الدولارات. وفي دبي ، اعلنت شركة طيران الامارات انها اضطرت الى الغاء 250 رحلة وقد اثر ذلك على 90 الف مسافر على الاقل وكلف الشركة 65 مليون دولار تقريبا حتى الآن.( عواصم ووكالات)