استعرت "حرب الحمص " بين لبنان وإسرائيل بعد أن استولت الأخيرة على المطبخ اللبناني التقليدي من خلال التسويق للحمص بصفته طبقا يهودياً تقليدياً ، وصنعت اكبر صحن حمص دخل موسوعة "غينيس". ويسعى لبنان لإثبات حق ملكيته لأطباق لبنانية ، وذلك برفع دعوى قضائية دولية ضد إسرائيل أمام المحافل الدولية. وتنظيم عدد من المظاهرات في العاصمة بيروت ، إلى جانب الإعداد لحملة إعلامية تسلّط الضوء على محاولة لبنان لكسر الرقم القياسي لأكبر صحن تبولة . واليوم السبت. تاريخ آخر ينتظر "إسرائيل" للإثبات لها من جديد أن طبق الحمص هو لبناني حيث يجتمع أكثر من 300 طاه من مدرسة الكفاءات الفندقية لصنع أكبر صحن حمص في العالم وكسر الرقم القياسي الذي سجلته "إسرائيل" في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية للمرة الثانية بعدما كسر الرقم اللبناني. وفي التفاصيل حول الصراع وتطوراته التي نشرتها اليوم السبت الدستور الاردنية ،تقول جمعية الصناعيين في لبنان ، ان إسرائيل تقوم منذ سنوات بتصدير وتسويق مواد غذائية معروفة بأنها "ماركة مسجلة" للمطبخ اللبناني من الوجهة الزمنية والتقليدية ، وحتى اللغوية ، بالاسم نفسه والتركيبة نفسها التي اعتاد اللبنانيون على إعدادها منذ سنين ، معتبرة هذه الوصفات إسرائيلية. ومن الأطباق التي تعد محوراً للجدل هناك: التبّولة والحمّص. فادي عبود ، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين ، يدافع عن حق لبنان في ملكية الحمّص والتبولة قائلاً "بدأ لبنان بتصنيع الحمص بشكله الحالي في العام م1959 من قبل شركة قرطاس ، كما أن خلط الخضار بالبرغل هو من التراث اللبناني الذي يعود إلى القرن الثاني عشر ، ونحن بصدد جمع الوثائق التي تثبت أنها اختراعات لبنانية". استياء عبود يرجع إلى تسويق شركة "سابرا" للحمص في المحلات التجارية المنتشرة في بريطانيا ، على أنه الطبق التقليدي الإسرائيلي ، هذا إلى جانب دخول إسرائيل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعمل أكبر صحن حمص. مظاهرات واكبر صحن تبوله أما عن الإجراءات التي ستتخذها الجمعية لردع إسرائيل فهي تتضمن وفقاً لعبود ، تنظيم عدد من المظاهرات في العاصمة بيروت ، والإعداد لرفع دعوى أمام المرجعيات المتخصصة ، هذا إلى جانب الإعداد لحملة إعلامية تسلّط الضوء على محاولة لبنان لكسر الرقم القياسي لأكبر صحن تبولة. وعن حق لبنان في مقاضاة إسرائيل من الناحية القانونية ، يقول أنطوان صفير ، الأستاذ المحاضر في القانون الدولي "إن المنتجات الصناعية تجد إطارها القانوني في حماية الاسم التجاري أو الصناعي أو الأدبي ، الذي من خلاله ينشأ حق لهذه المؤسسة أو الدولة في أن تبيع تحت إطار هذا الاسم ، كما أن القانون الدولي يكفل حماية المنتجات وخصوصاً الصناعية منها". وسعي لبنان لإثبات لبنانية الحمص والتبولة يصطدم بجملة من الصعوبات ، كالانتشار الواسع لهذين الطبقين في بلاد الشام ، الأمر الذي يصعّب من مهمة لبنان. كما سيشكل عدم تسجيل لبنان لأسماء وتركيبات هذه المأكولات عالمياً عائقاً كبيراً ، فرفع الدعوى القضائية يجب أن يكون مقروناً بتسجيل المنتج ، وذلك لتأمين الحماية القانونية اللازمة. يشير عبود إلى انه من الممكن تذليل هذه العقبات مستشهداً بالتجربة اليونانية في إثبات حقها بملكية اسم "الفيتا" قائلاً: "مع أن لبنان لم يقم بتسجيل أسماء وتركيبات هذه المأكولات عالمياً ، إلا أنه يستطيع اعتماد الأسلوب نفسه الذي اعتمدته اليونان لإثبات حقوقها لملكية جبنة الفيتا.. فالصراع الذي احتدم في المحاكم الأوروبية ، لإثبات الأبوة اليونانية لهذه الجبنة انتهى بفوز اليونان بالدعوى ، بعد أن استندت المحكمة الأوروبية في قرارها إلى ان مصطلح (فيتا) لا يمكن استعماله كاسم مشاع ، ولا بد من التعامل معه كمصطلح تقليدي لإنتاج يوناني.. فهو يرتبط بتاريخ اليونان ، وإنتاجها لجبنة باسم فيتا منذ 6 آلاف عام". جدير بالذكر أن حجم سوق الحمّص في الغرب يبلغ بحسب جمعية الصناعيين حوالي 500 مليون دولار سنوياً. معركة تاريخية اليوم السبت. تاريخ آخر ينتظر "إسرائيل" للإثبات لها من جديد أن طبق الحمص هو لبناني. فعند الثانية من ظهر هذا اليوم يجتمع أكثر من 300 طاه من مدرسة الكفاءات الفندقية لصنع أكبر صحن حمص في العالم وكسر الرقم القياسي الذي سجلته "إسرائيل" في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية للمرة الثانية بعدما كسر الرقم اللبناني. ولن يكتفي المنظمون بصناعة اكبر صحن حمص فقط ، بل سيشهد اليوم التالي أي التاسع من مايو صنع أكبر عجينة فلافل. أما الحدث فهو من تنظيم الشركة الدولية للمعارض برعاية وزارة الصناعة ، وبالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين ، وبمشاركة جامعة الكفاءات - الفندقية ، تحت إشراف مديرها الطاهي رمزي الشويري. وعقد امس مؤتمر صحافي في مقر الجامعة في عين سعادة للإعلان عن تحطيم الرقم القياسي العالمي في صنع أكبر صحني حمص وفلافل. وكان الطهاة المشاركون في الحدث قد حضّروا حتى الساعة أكثر من 7 اطنان من الحمص المسلوق وطنيّن من عصير الحامض الطبيعي المستخرج من أكثر من 6 أطنان من الحامض اللبناني البلدي ، ليحضّروا أكبر وأشهى صحن حمص. كذلك ستُحضّر عجينة فلافل توازي خمسة أطنان لتتحول إلى اكثر من 130 الف قرص من الفلافل اللبنانية الشهية. وبرغم أن الحدث يتزامن مع موعد إجراء الانتخابات البلدية في بيروت ، لفت الشويري أثناء مشاركته في مؤتمره الصحافي ممازحاً ، ورداً على سؤال احد الزملاء ، "انه يمكن للجميع ان ينتخبوا في بيروت ثم التوجه الى مقر مدرسة الكفاءات في عين سعادة ، لتذوق أكبر صحني حمص وفلافل". ويندرج الحدث تحت شعار "ما تخبصوا برات الصحن ، الحمص لبناني" ، لإعادة التأكيد على ان "الحمص" و"الفلافل" هما طبقان لبنانيا الهوية. وكانت إسرائيل هي من أطلق حرب الحمص حين استولت على المطبخ اللبناني التقليدي من خلال التسويق للحمص بصفته طبقا يهودياً تقليدياً ، وصنعت اكبر صحن حمص دخل موسوعة "غينيس". لكن في الرابع والعشرين من تشرين الأول الماضي ، اعتزم اللبنانيون تحطيم هذا الرقم في سوق الصيفي في وسط بيروت ، من خلال إطلاق حملة "الحمص لبناني" ، واستطاع طلاب الكفاءات وتحت إشراف الشيف رمزي أن يحطموا الرقم القياسي. فعادت "إسرائيل" لتصنع صحن حمص بلغ وزنه 4090 كلغ محطمة الرقم القياسي للصحن اللبناني الذي بلغ وزنه 2050 كلغ. اليوم ، يصرّ لبنان على حماية إرثه والوقوف لها بالمرصاد ، ليؤكد على هوية الحمص ، ولو تطلب الامر المشاركة في مئة حدث لتحطيم الرقم القياسي في "غينيس". يشار الى ان صحن الحمص وجبة شهيرة جدا ومنذ القدم في بلاد الشام (لبنان والاردن وفلسطين وسوريا) اضافة الى الفلافل. ( صحف ووكالات )