اهتمت عدد من صحف دول الخليج الصادرة اليوم الاحد في مقالاتها الإفتتاحية بدعوة الرئيس علي عبدالله صالح إلى حوار وطني عام والمشاركة في حكومة وحدة وطنية والتي جاءت معززة بعفو عن المعتقلين الحوثيين في صعدة والجنوب والعفو عن الصحفيين المدانين بأحكام قضائية ووقف النظر في القضايا المرفوعة ضد الصحفيين والمنظورة أمام المحاكم.. داعية القوى السياسية اليمنية إلى التعاطي الايجابي مع مبادرة الرئيس صالح وأهمية الإستجابة لدعوة السلام ومنحها فرصة تستحقها وصولا لرأب الصدع وترميم البيت الداخلي اليمني. وفي السياق شددت صحيفة " البيان " على أهمية المبادرة والتي جاءت بمناسبة الذكرى العشرين لإعلان الوحدة بين شطري اليمن واعتبرتها فرصة لفتح الباب مرة أخرى لإمكانية " ترميم الوضع الداخلي .. مشيرة إلى أنها مهمة لا تحتمل مزيدا من التأجيل وتركها لعامل الزمن والهدوء النسبي الذي أعقب حرب صعدة ما زال على قدر كبير من الهشاشة. وتحت عنوان / عرض يحتاج اليمن لتنفيذه / أَشارت إلى أن عوامل التسخين والتصعيد لا تزال كامنة على مستوى الحراك الجنوبي طالما بقيت الملفات الخلافية على حالها .. لافتة إلى أن البلد بحاجة ماسة إلى الخروج من حالة الترقب المشوب بالحذر لإطلاق ورشة استعادة وحدته الوطنية مثل هذا الخروج له شروطه على رأسها الإستعداد لترجمة المبادرة جديا على الأرض وتجاوب سائر الأطراف معها. وأكدت أن الدعوة إلى المشاركة في حكومة وحدة وطنية تشكل أرضية مناسبة يعزز من أهميتها أنها جاءت مرفقة بعفو عن جميع المعتقلين في صعدة والجنوب والدعوة لإجراء حوار وطني عام. وقالت إنه حان الوقت للإنتقال من وضعية وقف إطلاق النار في الشمال وخفوت الحراك في الجنوب إلى صيغة " التحاور والبحث عن المخارج السياسية " ووحدها هذه الأخيرة تكفل وضع البلد على سكة الاستقرار الحقيقي القادر على الصمود والاستمرار من دون ذلك يبقى الهدوء مفخخا وخطر التفجير قائما في أحسن الحالات. ونوهت بأن جولات حرب صعدة تجددت ست مرات حيث أرهق نزيفها البشري والسياسي والاقتصادي البلد .. فيما أدى تكرارها إلى تعميق الهوة الداخلية وزاد من صعوبة رأب الصدع. وأضافت أن العبرة من مآسيها كما من المناكفات والتوتر مع الجنوب وأن التصدي المباشر للقضايا والإشكاليات على طاولة الحوار هو السبيل الصحيح لمنع التفاقم وإيجاد صمامات الأمان اللازمة لحماية الوحدة الوطنية. وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أن العرض الذي طرحه الرئيس صالح حري بأن تتوقف عنده كافة القوى السياسية اليمنية من باب التجاوب المبدئي مع وجهته من ناحية لمنحه الفرصة التي يستحقها ومن ناحية ثانية لأن بقاء الوضع على حالته الراهنة ليس سوى استمرار لحالة احتقان مفتوح ومحكوم بالنهاية المعروفة.. مشيرة إلى أن التجارب السابقة دليل لا يقبل الجدل والبلد غير قادر على تحمل المزيد منها فهي أكدت مرة بعد مرة أن حل الخلافات بالمواجهات لا ينتج سوى المزيد من الخسائر لجميع اليمنيين. صحيفة "الراية" القطرية اعتبرت من جانبها ان الرئيس علي عبدالله صالح فتح بقراره في العيد الوطني للجمهورية اليمنية إطلاق كل المعتقلين على ذمة حرب صعدة والحراك الجنوبي صفحة جديدة تهيئ لحوار وطني جاد ومسؤول بين جميع الأطراف في اليمن بما يساهم في طي صفحة الماضي وتعزيز وحدة اليمن وإغلاق صفحة الحرب فيه نهائيا. وتحت عنوان /صفحة جديدة في اليمن/اضافت الصحيفة "كما ان قرار الرئيس بالعفو عن الصحفيين المدانين بأحكام قضائية ووقف النظر في القضايا المرفوعة ضد الصحفيين والمنظورة أمام المحاكم بقدر ما يعزز مناخ الحريات العامة وخاصة حرية الرأي في البلاد بقدر ما يشيع مناخا صحيا يجب البناء عليه من جميع الأطراف لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد. ونوهت "الراية " الى دلالات توجه الرئيس صالح التي تؤكد الرغبة في طي الصفحة المؤلمة في تاريخ اليمن ، مشيرة الى دعوته أطياف العمل السياسي كافة وكل أبناء اليمن في الداخل والخارج إلى إجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية دون شروط أو عراقيل مرتكزاً على اتفاق فبراير الموقع بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة الممثلة في مجلس النواب معلنا قبوله بتشكيل حكومة وحدة وطنية يشكلها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام- وأحزاب المعارضة وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح. واكدة إن القوى والأحزاب السياسية اليمنية وحرصا على صيانة وحدة اليمن واستقراره مطالبة ان تغتنم هذه الفرصة لقبول دعوة الرئيس اليمني لإجراء حوار وطني شامل يسعى الى تعزيز بناء دولة النظام والقانون وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الممثلة لكل الأطياف السياسية في البلاد والتي يجب ان تتركز مهمتها على إشاعة الحريات العامة والقبول بالتعددية والقبول بالرأي والرأي الآخر وعلى تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تخلق فرص عمل للشباب للقضاء على الفقر والبطالة في البلاد إذ لا يمكن تحقيق التنمية في البلاد إذا لم يتحقق فيها الاستقرار. واختتمت تقول "دعوة الرئيس اليمني للحوار الوطني الشامل وقراره بإطلاق سراح الصحفيين المسجونين على قضايا نشر والمعتقلين على ذمة حرب صعدة أشاع مناخا جديدا في البلاد يجب استثماره على الفور والبناء عليه لتنعم اليمن بالأمن والاستقرار الذي تستحقه". من جانبها قالت صحيفة "الوطن" السعودية إن المملكة العربية السعودية يهمّها ويعنيها "أن تأتلف الأطراف اليمنية المختلفة حول المبادرة التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح، في اتجاه المصالحة الوطنية", منوهة إلى "أن كلّ مائدة حوار يجتمع حولها الإخوة الأشقاء في اليمن؛ لتدارس أوضاعهم وبناء جسور المحبة والسلام فيما بينهم؛ إنما هي خطوة جديدة نحو الاستقرار الذي يجني ثماره المواطن اليمني البسيط أولاً، والدولة اليمنية ثانياً، كما يجني ثمارها المحيط الاستراتيجي العربيّ والإسلامي، خاصة في الأوضاع الدولية والإقليمية القائمة التي حاولت فيها بعض القوى أن تمدّ بأصابعها إليها، وتعكّر الماء تمهيداً للاصطياد فيه". وأضافت صحيفة الوطن في افتتاحيتها التي نشرة امس, أن "اليمنيين تخطوا أزمتهم، وهم قادرون على أن يكونوا أكبر من الاهتمام بالفعل الماضي". الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان "وحدة اليمن السعيد" أشادت بمبادرة الرئيس صالح, وأعدتها "واحدة من الإشارات القوية إلى ذلك"، موضحا أن "الاستجابة الشعبية والرسمية لهذه المبادرة تعزّز هذه القيمة الوطنية التي تباركها المملكة العربية السعودية بكل صدق". وأكدت أن "العمق الاستراتيجيّ للوحدة اليمنية, التي تحلّ ذكراها اليوم, هو في ذاته أحد مفردات العمق الاستراتيجيّ العربيّ، بما تعنيه الأرض والإنسان معاً، وبما يمسّ الحاضر والمستقبل، وبما يمثّله من امتداد تتشابه فيه الحقائق الجغرافية والتاريخية، ليس على مستوى الجوار الرابط بين المملكة واليمن السعيد، بل وعلى مستوى المحيط الشرق أوسطي برمته، وصولاً إلى محيط الجوار العربي المتسع". وقالت إن "المملكة العربية السعودية يهمّها ويعنيها أن يبقى اليمن سعيداً، وأن يستمرّ يمناً واحداً، وأن يعيش يمناً قوياً. يعنيها أن يكون المواطن اليمنيّ البسيط آمناً ومكتفياً ومطمئنّاً على رزق أسرته، بالدرجة نفسها التي يهمّها أن تكون الدولة اليمنية مكتفية وقادرة على النموّ، ومتمكنة من حماية ساعات اليوم اليمني السعيد من أوقات العبث والتخريب والتسبّب في إرباك الاقتصاد والحياة المستقرّة".