شهدت مدينة لودر بمحافظة أبين جنوبي اليمن تظاهرة لانصار "الحراك" وسط اجراءات امنية استثنائية ، لتنتهي ظهر اليوم دون وقوع اي مواجهات مسلحة رغم استفزازات قوى الحراك لجر الأمن إليها. وجاءت تظاهرة انصار " الحراك " اليوم في لودر في مسعى قال منظموها انها "لكسر الطوق الامني المفروض على المدينة منذ أكثر من شهر"، كان قد تخللته مواجهات بين قوات الامن وعناصر من تنظيم القاعدة تحصنت في المدينة التي تعد أحد أهم معاقل الحرك الذي ينادي بإنفصال جنوب اليمن عن شماله وسط اتهامات بتحول الاخير لمظلة لتنامي نشاط القاعدة. واستبقت السلطة الأمنية المهرجان أمس الأربعاء بأن عززت قواتها العسكرية والأمنية حول المدينة وفي مداخلها وقامت بتفتيش الداخلين إلى المدينة ومنع دخول الأسلحة مع السماح للمواطنين غير المسلحين بالدخول. وقال شهود عيان ان بعض انصار الحراك تعرضوا اليوم لعراقيل أمنية عند محاولتهم دخول المدينة لكن النقاط الأمنية عادت للسماح لهم بالدخول بعد أن احتشد الحاضرون برفقت مسلحين من خارج لودر في مداخلها ، ولتجنب وقوع صدامات مسلحة يحاول انصار الحراك جر قوات الامن للفت الانظار اليها لاثبات انهم هم المستهدفون من الحملة الامنية الاخيرة في لودر وليس تنظيم القاعدة. وتعيش "أبين" ومنذ مطلع يوليو الماضي ظروفا أمنية استثنائية، عقب تصعيد تنظيم "القاعدة" وبشكل لافت، لعملياته المسلحة التي بلغت حتى مطلع سبتمبر الجاري 21 عملية هجومية، استهدفت في مجملها ضرب منشآت أمنية وعسكرية، وتصفية شخصيات أمنية واستخباراتية ذات صلة بملف مكافحة الإرهاب، وحملات تعقب وملاحقة لعناصر التنظيم في "أبين"، وبعض المحافظات المجاورة، وأسفرت هذه العمليات، عن عشرات القتلى غالبيتهم من قوات الامن لا سيما في منطقة لودر. ورفع المتظاهرون الذين طغت عليهم المظاهر المسلحة اليوم الأعلام التشطيرية ولافتات قماشية تطالب بالانفصال وأخرى تندد بماتعرضت له مدينة لودر من عمليات عسكرية تحت راية محاربة القاعدة، كما ردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى ما اسموه "الكفاح المسلح " لبلوغ الانفصال ونحوها من شعارات اعتاد أنصار الحراك على ترديدها. وألقى الزعيم الأبرز في الحرك "حسن أحمد باعوم" من مدينة المكلا وب كلمة عبر الهاتف دعا فيها التمسك بهدف الانفصال ولا شيء غيره. وتتهم السلطات الحكومية -استنادا لتحقيقات مع من قبض عليهم في مواجهات لودر اضافة لوثائق عثرة عليها- مسلحي «الحراك » بتقديم تسهيلات ومساعدة عناصر «القاعدة» لتنفيذ عملياتهم، بالاضافة للاشتراك بمخطط لاغتيال قيادات امنية وحكومية. وكانت قيادات "الحراك" الانفصالي في الداخل والخارج نفت عقب اندلاع المواجهات في ابين ، اي وجود للقاعدة وعناصرها في لودر وبمحافظة ابين وغيرها ، واعتبرت انما هو حاصل هو اتخاذ شماعة بمسمى القاعدة لكسر شوكة "الحراك " لاسيما في معقله الرئيسئ بابين ، متهمة النظام وقوات الامن بشن حرب ضد المواطنين الساعين لاستعادة "الجنوب"، مؤكدة حقهم في الدفاع عن انفسهم. وعلى عكس ذلك اعلن ما يسمى تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تبنيه للهجمات التي تعرضت لها قوات الأمن اليمنية خلال الأسابيع القليلة الماضية في محافظة أبين ، والتي أودت بحياة 28 من أفرادها وإصابة العشرات، كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال قيادات في المخابرات ووزع قائمة باخرين طالبهم بالتوبة او لقاء مصير من سبقوهم ممن تم اغتيالهم. من ناحية أخرى أكدت مصادر رسمية اليوم الخميس أن الأجهزة الأمنية تواصل جهودها لملاحقة كافة العناصر الإرهابية والتخريبية لضبطها وتقديمها إلى العدالة لمحاكمتها وخصوصا بعد استكمال تطهير مديرية لودر في محافظة أبين من كافة العناصر الإجرامية الخارجة على النظام والقانون . وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن بدأت تنفيذ خطة جديدة لتأمين الطرق والمنافذ الرئيسية بين المحافظات والمدن الرئيسية والمديريات بغرض زيادة فاعلية تأمين الطرق من الأعمال التخريبية ، فضلا عن تكثيف التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية لحماية المواطنين وتسهيل تدفق حركة المرور والسير والقضاء على ظواهر التقطع ونهب الممتلكات وغيرها ، متوقعة أن تشهد الفترة القادمة أجواء أفضل بخصوص ترسيخ الأمن والطمأنينة والسكينة في المجتمع .