نظمت قوى الحراك الجنوبي بمحافظة أبين مسيرة ومهرجان جماهيري في مديرية لودر صباح اليوم الخميس حضره الآلاف من المواطنين والمسلحين، رغم التحذيرات التي أطلقتها السلطة المحلية للمواطنين أمس من مغبة المشاركة في أي مسيرات غير مرخصة. وشهد المهرجان الذي أقيم في الثامنة من صباح اليوم الخميس بمديرية لودر خلافات حادة بين قيادات الحراك وملاسنات وصلت حد تبادل الإتهامات بالعمالة على خلفية مطالبات البعض الخروج بمسيرة تجوب المدينة عقب المهرجان، وهو المقترح الذي وافقت عليه بعض قيادات الحراك ورفضته أخرى، لينتهي الأمر بخروج المسيرة عقب المهرجان. وخلال المهرجان ألقيت عدد من كلمات من قبل قيادات الحراك "حسن البيشي، والعميد عيدروس حقيف، وخالد العبد، وأحمد القنع، وزهراء صالح" نددت جميعها بالحملة الأمنية على مديرية لودر والأعمال الإرهابية التي استهدفت إقلاق السكينة العامة. وفي كلمتها خلال المهرجان، اتهمت زهراء صالح مسئولة القطاع النسائي للحراك الجنوبي نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وسالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية، والدكتور على مجور رئيس الحكومة بدعم الحراك الجنوبي. وكان الحراك الجنوبي قد حشد قرابة 500 مسلح من أفراده لحراسة المنطقة من أي هجوم من قبل قوات الأمن، وقد شوهد المسلحين وهم ينتشرون في جميع مداخل المدينة ومخارجها وشوارعها الرئيسية والفرعية تحسباً لأي هجوم من قوات الأمن التي تواجدت بشكل كثيف خارج المدينة. ورفع المتظاهرون الذين طغت عليهم المظاهر المسلحة اليوم الأعلام التشطيرية ولافتات قماشية تطالب بالانفصال وأخرى تندد بما تعرضت له مدينة لودر من عمليات عسكرية تحت راية محاربة القاعدة، كما ردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى ما أسموه "الكفاح المسلح" لبلوغ الانفصال ونحوها من شعارات اعتاد أنصار الحراك على ترديدها. وقال شهود عيان إن بعض أنصار الحراك تعرضوا اليوم لعراقيل أمنية عند محاولتهم دخول المدينة لكن النقاط الأمنية عادت للسماح لهم بالدخول بعد أن احتشد الحاضرون برفقة مسلحين من خارج لودر في مداخلها. وكانت السلطة المحلية وزعت أمس منشورات تمنع إقامة أي مسيرة أو فعاليات غير مرخصة، كما جابت سيارات شوارع المدينة تنادي بمكبرات الصوت بحظر التجول يوم الأربعاء بعد صلاة المغرب استخدام الدرجات النارية، مطالبة المواطنين بملازمة منازلهم وإغلاق المحلات التجارية. كما شهدت لودر التي يتواجد فيها حاليا قرابة ثلاثة مسكرات، إطلاق نار كثيف استخدمت فيه كافة الأسلحة الثقيلة مساء أمس استمرت من الساعة الثانية عشر ليلا وحتى السادسة صباحاُ ، قال المواطنين إن ذلك إطلاق النار يتكرر بشكل يومي وهو عبارة عن مناورة عسكرية لإخافة المواطنين وردعهم من محاولة مساعدة العناصر الخارجة عن القانون. واستبقت السلطة الأمنية المهرجان أمس الأربعاء بأن عززت قواتها العسكرية والأمنية حول المدينة وفي مداخلها وقامت بتفتيش الداخلين إلى المدينة ومنع دخول الأسلحة مع السماح للمواطنين غير المسلحين بالدخول. وجاءت تظاهرة أنصار "الحراك" اليوم في لودر في مسعى قال منظموها إنها "لكسر الطوق الأمني المفروض على المدينة منذ أكثر من شهر". وكانت قيادات "الحراك" في الداخل والخارج نفت عقب اندلاع المواجهات في أبين، أي وجود للقاعدة وعناصرها في لودر وبمحافظة أبين وغيرها، واعتبرت أنما هو حاصل هو اتخاذ شماعة بمسمى القاعدة لكسر شوكة "الحراك" لاسيما في معقله الرئيسي بابين، متهمة النظام وقوات الأمن بشن حرب ضد المواطنين الساعين لاستعادة "الجنوب"، مؤكدة حقهم في الدفاع عن أنفسهم. ونفا مواطنون إلتقتهم (الصحوة نت) في لودر أي تواجد لتنظيم القاعدة في لودر، معتبرين ما يحدث من مواجهات محاولة سلطوية لضرب الحراك وإضعاف قواه. وعلى عكس ذلك أعلن ما يسمى تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تبنيه للهجمات التي تعرضت لها قوات الأمن اليمنية خلال الأسابيع القليلة الماضية في محافظة أبين، والتي أودت بحياة 28 من أفرادها وإصابة العشرات، كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال قيادات في المخابرات ووزع قائمة بآخرين طالبهم بالتوبة أو لقاء مصير من سبقوهم ممن تم اغتيالهم.