حذر الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء من وصول أطراف العملية السياسية في اليمن إلى غياب الثقة السياسية فيما بينهم، والدفع بالمعارضة السلمية إلى الانتقال لمربع العنف في حالة استمرت العراقيل أمام الحوار. ووفقا ل د. الظاهري فهناك معارضتين موجودتين في اليمن "معارضة عنيفة" قال إنها "للأسف تحقق مطالبها"، و"معارضة سلمية" والمتمثلة باللقاء المشترك وشركاءه ، والتي ابدى خشيته من أن تصل إلى مرحلة تفقد الأمل في الاستمرار في هذا الطريق ، أو أن تزحف المعارضة العنيفة وتتسع. وفي سياق تصريح لصحيفة اخبار اليوم المحلية ، اكد الظاهري: إن المعارضة السلمية قد تفقد بعض مناصريها أو عدداً من كوادرها إذا استمرت في هذا التعقل الزائد ولا تتخذ مواقف واضحة حيال ما يحدث.وأضاف "أن الدعوة للحوار أو التهيئة للحوار قد تكون أقرب إلى مفهوم التحايل السياسي منه إلى عمل سياسي جاد من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن والحلول دون تجزئة الوطن اليمني وإيجاد استقرار فيه والمشاركة في صنع القرار". وقال الظاهري: إذا استمرت هذه العراقيل في إشارة منه إلى إعلان البرلمان إدراج مناقشة مشروع التعديلات على قانون الانتخابات في جدول أعماله أخشى أننا نكون أمام حوار شكلي لا يساعد حتى اللقاء المشترك في أن يقنع شركائه وكوادره وأنصاره بأن الحوار له جدوى وأخشى أن تفلت زمام الأمور لدى قيادات المشترك. وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام أو النخبة الحاكمة قد فهم خطأ أن إصرار الدول الصديقة على أن تجري الانتخابات، مما جعله يتبنى الحوار كرسالة محاكاة للخارج أكثر منه اقتناعاً بالحوار مع الداخل خاصة الحوار مع المشترك وشركائه". وأكد الظاهري حاجة اليمن إلى زرع الثقة بدلاً من وضع العراقيل والأشواك أمام الحوار..وقال: إننا بحاجة إلى أن نفتح نافذة أمل للمعارضة السلمية بدلاً من أن ندفعها باتجاه مربع العنف وأن تكون أقرب إلى المعارضة العنيفة". كما اعتبر في سياق حديثة إنزال مشروع التعديلات لقانون الانتخابات بجدول اعمال البرلمان تأكيداً على أن المؤتمر الحاكم مازال يوظف الأغلبية المريحة أو الكاسحة في البرلمان، مشيراً إلى أن تمديد مجلس النواب لعامين في اتفاق فبراير يعتبر انتقالاً من فكرة الأغلبية والأقلية إلى فكرة التوافق. كما أبدى تخوفه من أن يكون المؤتمر الشعبي العام قد قرأ الحماس لدى الدول الصديقة في نيويورك وتركيزها على الانتخابات خطأً وأنه تماشياً مع ذلك سعى إلى تصوير المشترك وشركاءه بأنهم لا رغبة لهم بالانتخابات أو أن هناك قراراً مضمراً أو مسكوتاً عنه للمضي في الانتخابات، مؤكداً أن ذلك سيجعل اليمن تعيش مزيداً من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.وحذر الظاهري من عدم توفر المصداقية السياسية لدى المؤتمر الشعبي العام وأنه يخضع للضغوط الخارجية حيث يظهر أنه قد خضع للحوار مع المعارضة السلمية أو اللقاء المشترك حد قوله.