قالت منظمة اليونيسيف إن الاطفال هم أول ضحايا النزاعات في اليمن ، لافتة الى ان المواجهات الاخيرة بين القوات اليمنية وعناصر القاعدة بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن أسفرت نزوح حوالي 2000 أسرة – تُمثل 15000 شخص معظمهم من الأطفال . وأضافت المنظمة في بيان- تلقاته "الوطن"- أن تلك المواجهات كأغلب النزاعات يغدو الأطفال أول الضحايا، إذ يستمرون في مواجهة التهديدات على حياتهم المهددة أصلاً وعلى نموهم البدني من جراء شحة المياه وعدم توفر الغذاء المناسب، فضلاً عن إغلاق المدارس والتعرض الإضافي للأمراض. وأشارت إلى أنها تقوم وشركاءها حالياً بتقديم المساعدة الفورية ل700 من الأسر النازحة الأكثر تضرراً وتدعم تنظيم التحضيرات من أجل عودتهم إلى الحوطة. وقالت اليونسيف :"إن انعكاس هذه المواجهات على الوضع الإنساني وعلى السكان المدنيين وبالأخص على الأطفال يمثل قلقاُ خطيراً بالنسبة لليونيسف"، صرح بذلك جيرت كابيليري، ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، وأضاف قائلاً: "لقد جرح الأطفال في هذه الاشتباكات وما يزالون مٌعرضين للخطر من الذخائر غير المنفجرة والألغام وبقايا المتفجرات الأخرى. إن المدارس التي اُستعيد تشغيلها مؤخراً انقطع عملها من جديد نتيجة استخدام المباني المدرسية كملاجئ للنازحين." وأضافت أنه في الوقت الراهن، هناك ما يربو على 300,000 نازح داخلي في شمال اليمن بحد ذاته نتيجة لنزاعات صعدة، 60% من هؤلاء النازحين هم من الأطفال. وقد أظهر التقرير حول التقييم الشامل الذي أعدته مجموعة منظمات الأمم المتحدة حول وضع الأطفال في محافظات شمال اليمن المتضررة والذي استهدف 1064 طفل والقائمين برعايتهم، أظهر بأن 8% من النازحين الداخليين والأسر المتضررة قد قُتل أحد أطفالها نتيجة النزاع. وأن 10% من أطفال هذه الأسر قد أصيب كنتيجة مباشرة للقتال من جانبي طرفي النزاع، وأن 21% من الأطفال أفادوا بأنهم شاهدوا شخصاً ما أثناء تعرضه للإصابة أو الجروح، وأن 7% منهم شاهدوا شخصاً واحد وهو يُقتل. واعتبرت إن النزاعات الأخيرة في جنوب اليمن تزيد من تفاقم الوضع المريع أصلاً وتزيد من حِدة الأعباء المثقلة على الأطفال والذي يؤثر سلباً على حقهم في الصحة والتعليم والحماية. وأكدت "يجب على جميع أطراف النزاع إعطاء الأولوية لسلامة وحياة ورفاه الأطفال بغض النظر عن أية ظروف. وقال السيد كابيليري :" إن جعل الأطفال في قلب الأجندة الخاصة بالتنمية ربما يكون هو الخيار الأفضل لنشوء بيئة تنعم بالسلام،" وأردف قائلاً، "ينبغي ألا تصبح قضايا السياسة والأمن والاعتبارات الأخرى حجرة عثرة أمام توفير الضروريات للأطفال." لذا ترحب اليونيسف بمخرجات اجتماع أصدقاء اليمن الذي عُقد مؤخراً في نيويورك في سبتمبر الماضي وتلتزم اليونيسف بتعهداتها كجزء من مساهمة الأمم المتحدة لاعبة بذلك دوراً فعالاً في دعم تنفيذ خطة تنموية مركزة لليمن ذات أولوية قصوى ومن أجل تعزيز الحماية الاجتماعية وإيصال الخدمات الاجتماعية بأسلوب لا مركزي.