أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيانا بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لقيام تنظيم القاعدة بهجوم انتحاري ضد المدمرة يو أس كول قبالة سواحل اليمن ما أدى الى مقتل 17 بحارا أمريكيا. وأكد أوباما على أن الولايات المتحدة "ستبقى قوية" في دعمها لقواتها المسلحة لما تقوم به وتتعرض له من مخاطر من أجل الحفاظ على امن وسلامة الأمة الأمريكية. وقال أوباما "اننا نتذكر اليوم عائلات الضحايا التي ضحوا كثيرا" مضيفا انه لن ينسى لقاءه بعائلات الضحايا في فبراير عام 2009. وأشار أوباما الى استمرار وجود خطر لتنظيم القاعدة على اليمن ومناطق أخرى وتعهد بان تقوم بلاده "بالعمل مع اليمن وشركاء آخرين حول العالم لمواجهة تحديات تنظيم القاعدة وفي صنعاء نظمت سفارة أمريكا بصنعاء حفلاَ للاحتفاء بالذكرى السنوية العاشرة للهجوم على المدمرة الأمريكية يواس إس كول والذي أودى بحياة 17 بحاراَ أمريكيا . وأكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء مجددا تصميم حكومته على مواصلة شراكتها مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني للمساعدة في ضمان آمن البحار في خليج عدن، وكذا المساعدة في بناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا لليمن والمنطقة وقال السفير الامريكي جيرالد فايرستاين في كلمته انه قبل عشرة أعوام من اليوم، وفي تاريخ 12 أكتوبر 2000 ، كانت الولايات المتحدة في حالة سِلمٍ مع العالم. كما كانت عدن ميناءً مزدهراً، يخلق فرص العمل ويوفر سبل المعيشة ويعطي اليمن منزلةً أرفع حول العالم كأحد أعظم الموانئ الطبيعية على الكرة الأرضية . واضاف "توقفت يو .إس . إس. كول بقيادة المُقدّم بحري كيرك إس. ليبولد في ميناء عدن للتزود الروتيني بالوقود. وفي تمام الساعة 11:18 صباحاً بتوقيت عدن، اقترب قارب صغير على متنه إنتحاريِّيَن من المدمرة واصطدم بها محدثاً انفجاراً أحدث بدوره ثقباً بطول 40 قدم وعرض 40 قدم على جانب السفينة من جهة الميناء. وقد أصاب الإنفجار مطبخ السفينة قبل وقت الغداء بقليل. وقد قُتِل سبعة عشر بحّاراً، وجُرح 39 أخرون في الإنفجار". وقال السفير جيرالد فايرستاين "لم يكن الهجوم على يو.إس .إس .كول مجرد هجوم على الولايات المتحدة فحسب، بل كان هجوماً على البلدان المتحضرة التي تريد أن تتاجر وتُوجد الإزدهار والحياة المنتجة لمواطنيها في شتى أنحاء العالم". واضاف " واليوم، ينظم إلينا الشعب اليمني في حربنا على التطرف العنيف. لقد قدم بحارونا أغلى التضحيات في ذلك اليوم قبل عشرة أعوام. وتواصل قوات الأمن اليمنية والمدنيون تقديم التضحيات اليوم. وكما قال فخامة الرئيس باراك أوباما العام الماضي في القاهرة عن التطرف العنيف: وقال "لقد قتلوا في بلدان كثيرة. لقد قتلوا أُناساً من معتقدات مختلفة - ولكنهم قتلوا من المسلمين أكثر مما قتلوا من أتباع أي دين آخر. إن أعمالهم متناقضة مع حقوق البشر وتطور الأمم ومع الإسلام ." وتابع السفير جيرالد فايرستاين "نحن مصممون على العمل إلى جانب شركاءنا اليمنيين للتغلب على المتطرفين الذين لايقدمون مستقبلاً ، وأن نساعد على بناء منطقة وعالم حيث يمكن للناس أن يعيشوا بأمان ويشاهدوا أطفالهم ينمون وينعمون، ويكتبون جزءاً عظيماً من تاريخ اليمن". من جهة اخرى قال كريستوفر بوشيك، الخبير في الشؤون اليمنية لدى معهد كارنيغي للسلام: ان اصدار تنظيم القاعدة العدد الثاني من مجلته الناطقة باللغة الإنجليزية "إنسباير" يأتي بعد أسبوع حافل بالأحداث بالنسبة للقاعدة في اليمن، فقد أصدر التنظيم تسجيل فيديو ورسالة صوتية، وشن عناصر على صلة به هجوماً جريئاً ضد موكب للسفارة البريطانية في صنعاء." واضاف ان القاعدة في اليمن ترسل رسائلها بحنكة، وهذا يدل على أن التنظيم ما زال فاعلاً وقادراً على الحركة." وأصدر تنظيم القاعدة العدد الثاني من مجلته الناطقة باللغة الإنجليزية "إنسباير" أي "الإلهام" والتي حملت مجموعة من العناوين التي فيها إشارات صريحة لأيديولوجيته ورؤيته للمرحلة المقبلة، إلى جانب مقالات تحمل إرشادات حول كيفية استخدام أسلحة ومتفجرات. ونقلت شبكة سي ان ان الامريكية عن مصادر استخبارية أمريكية أن الشكوك تدور حالياً حول دور مفترض لشخص أمريكي الجنسية يدعى سمير خان في إعداد المجلة. وذكرت أن خان يعيش حالياً في اليمن، وهو القوة الدافعة التي تقف خلف المجلة التي جاء عددها الجديد ليصادف الذكرى العاشرة للهجوم بمركب مفخخ على المدمرة الأمريكية "كول" خلال وجودها في ميناء عدن اليمني. ومما أوردته المجلة موضوع عن كيفية استخدام شاحنه في عمليات من النوع الذي يوصف ب"الإرهابي،" معتبرة الشاحنة بأنها "الآلة المثالية لجز أعداء الله،" وكذلك تقديم وصف لهجوم مفترض على حشد من الناس داخل مطعم مزدحم يرتاده موظفون حكوميون في العاصمة الأمريكية واشنطن.