قالت جماعة الحوثيين إن التفجير الانتحاري الذي قتل نحو 17 شخصاً وجرح نحو ثلاثين آخرين من أنصارهم في محافظة الجوف شمال اليمن يوم الأربعاء اثناء احتفال بيوم الغدير يقف خلفه النشاط الإستخباري الأمريكي والإسرائيلي ، بينما أدانت القوى السياسية والاجتماعية بمختلف انتمائها ذلك الهجوم ، مؤكدين على أهمية كشف ملابساته والمتورطين فيه. ووقع الهجوم حين فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة في موكب لمواطنين كانوا في طريقهم الى منطقة الزاهر بمحافظة الجوف للاحتفال بعيد الغدير الذي يحتفل به المسلمون الشيعة يوم الثامن عشر من ذي الحجة بدعوى أن هذا اليوم يوافق تصريحاً نبوياً للصحابي علي بن أبي طالب بتولي خلافة المسلمين. وقال بيان للجماعة بعد ساعات من الحادث الدامي الذي يعد الأول من نوعه ضد أنشطة الحوثيين " إننا نؤكد ومن خلال المؤشرات المستفادة من خلال التحقيق أن وراء هذا الحادث الإجرامي النشاط الإستخباراتي الأمريكي والإسرائيلي ".و أضاف " هذا العدوان الإجرامي يحمل النمط والأسلوب الأمريكي الساعي إلى خلق مشاكل تحمل أبعاد مذهبية وطائفية كونه المستفيد الأول بكل الاعتبارات " . و تابع " كما أن هذه الجريمة تسعى إلى إيقاف المناسبات الدينية التي تنمي الوعي السياسي تجاه المخاطر الكبرى التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية ، وخلق فوضى وإقلاق لأمن الناس واستهداف حياتهم كمسلمين " . وقدمت الجماعة عزاءها لأهالي الضحايا مطالبة "المجتمع اليمني بكل أطيافه السياسية ومكوناته الاجتماعية إدانة ما حدث وأن يتحمل الجميع مسؤوليته في الدفاع عن نفسه كون الجريمة تستهدف الشعب اليمني المسلم". وعبرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة عن إدانتها الشديدة لما وصفته ب " الحادثة الإرهابية البشعة " التي استهدفت تجمعاً للمواطنين والحوثيين في محافظة الجوف ، معربة عن بالغ أسفها وتعازيها الحارة لذوي القتلى والجرحى ضحايا هذا الحادث. ودعت في ذات الوقت الجميع إلى بلورة موقف وطني مدين لهذه الحادثة الإجرامية والعمل للحيلولة دون تكرارها في المستقبل. كما طالبت أحزاب المشترك السلطة والجهات المعنية إلى إجراء تحقيق شفاف وشامل يكشف تفاصيل هذه الحادثة ومن يقف ورائها للرأي العام. وقالت إن هذه الحادثة تعد بادرة بالغة الخطورة بأسلوبها ودلالاتها وتداعياتها السلبية على الأوضاع الأمنية الهشة في البلاد. وكانت اللجنة الأمنية العليا في اليمن والتي يرأسها الرئيس علي عبدالله صالح أدنت ذلك الهجوم الذي استهدف تجمعاً للمواطنين في محافظة الجوف، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء. وقال مصدر في اللجنة الأمنية العليا في تصريح " إننا ندين ونستنكر هذا الحادث وغيره من الحوادث والجرائم التي تستهدف الأمن والإستقرار والسكينة العامة والمواطنين الأبرياء، وتخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحاء، وكذا قيم وأخلاق وتقاليد مجتمعنا اليمني الذي ينبذ كل أشكال التطرف والغلو والإرهاب والعنف". وأضاف المصدر " كما أن هذا الحادث يتعارض مع قيم الحرية والديمقراطية التي آمن بها شعبنا والتزم بها نهجاً كأسلوب حياة بعيداً عن العنف والخروج عن الدستور والقانون". وأكد المصدر بأن الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في المحافظة تقوم بإجراء تحقيقاتها حالياً في هذا الحادث الإجرامي للكشف عن ملابساته، وستلاحق المتورطين فيه أينما كانوا وتقديمهم للعدالة.