نظّمت أحزاب وقوى المعارضة المصرية مظاهرة حاشد أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة للمطالبة ببطلان الانتخابات البرلمانية بسبب ما اعتبروه تزويراً وتلاعباً، بعد يوم من تشكيل برلمان شعبي موازي . وتأتي المظاهرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من ناشطي حركة «6 إبريل» و«كفاية» وجماعة الإخوان المسلمين في ذكرى تأسيس حركة كفاية. كما شارك في المظاهرة، التي نظمت رغم الأحوال الجوية السيئة، أعضاء من الجمعية الوطنية للتغيير وجماعة الإخوان وممثلو المعارضة الذين شكلوا برلمانا شعبيا موازيا يوم السبت، إضافة لليسار والشيوعيين. وأعلن قادة المظاهرة أنهم يعتزمون اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي تضمن حل البرلمان وإعادة الانتخابات. من جانبه تمنى الرئيس المصري حسني مبارك أنه لو أن أحزاب المعارضة حققت نتائج أفضل في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ولم تضع جهدها في الجدل حول مقاطعة الانتخابات.. كما أقر بأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت بعض التجاوزات، لكنه ألقى باللوم على المرشحين وأنصارهم، واعداً بأن يعمل البرلمان المقبل على الدفع نحو مزيد من الديمقراطية.. وقال مبارك فى كلمة أمام اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم: «أسعدني كرئيس للحزب ما حققه مرشحوه من نجاح، لكنني كرئيس لمصر كنت أود لو حققت باقي الأحزاب نتائج أفضل». وتابع القول: «كنت أود لو لم تهدر جهودها في الجدل حول مقاطعة الانتخابات ثم التوجه لخوضها والمشاركة فيها، ثم إعلان البعض الانسحاب منها تشكيكا في نتائجها». ودعا مبارك الحزب الوطني وباقي الأحزاب ل «التمعن في دروس هذه الانتخابات بإيجابياتها وسلبياتها دعماً للتعددية وإثراء لحياتنا الحزبية والسياسية كهدف نلتزم به لا نحيد عنه ونواصل السعي من أجله». وأضاف أن هذه الانتخابات بما كشفت عنه من «إيجابيات وسلبيات هي خطوة مهمة على الطريق، فلقد مثلت تجربة جديدة بعد التعديلات الدستورية لعام 2007 في أول تطبيق لما أرسته هذه التعديلات من أحكام، بما في ذلك المقاعد الجديدة لكوتا المرأة بمجلس الشعب، والدور المهم والمستقل للجنة العليا للانتخابات». وأشار إلى أن هذه الانتخابات شهدت «سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم.... سلوكيات نسعى جاهدين لتغييرها إلى الأفضل، سلوكيات ندينها، حاولت الافتئات على إرادة الناخبين باستخدام المال واللجوء للعنف والترهيب». في الاثناء، قال رئيس الجمعية الوطنية المصرية للتغيير والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د. محمد البرادعي إن التغيير قادم لا محالة، وإن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لن يفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا استطاع هو وغيره من المستقلين خوض الانتخابات الرئاسية. وأضاف البرادعي: «سنلجأ لكل الوسائل المشروعة من أجل التغيير، ومن بينها النزول إلى الشارع والعصيان المدني، وسنفرض على النظام أن يحدث التغيير المطلوب، وسيستجيب لنا». وفي تقييم كئيب لحركته من أجل التغيير، قال البرادعي إن جماعات المعارضة المتباينة لم تشكل تحديا خطيرا في الانتخابات بالنسبة للحزب الحاكم، «لأنهم فشلوا في تكوين جبهة معارضة متحدة». وقال البرادعي لوكالة «أسوشيتدبرس» بعد لقاء بمؤيديه في مدينة مغاغة (200 كيلومتر جنوب القاهرة): «أعتقد بأننا الآن في وقت إعادة التقييم... البحث عن النفس»، وأضاف: «أعتقد بأن الخطوة الأولى التي يجب نشهدها هي كثير من الوحدة بين قوى المعارضة». ( وكالات )