أكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم اسماعيل الأرحبي، حرص الحكومة على التسريع بوتيرة إعادة اعمار المناطق المتضررة جراء فتنة الحرب الاخيرة في صعدة (شمالي اليمن )، بينما تمكنت مساعي قبلية من وقف المواجهات العنيفة بين مسلحي الحوثي وقبائل المقاش وايلة بمديرية كتاف البقع والتي انلعت منذ الجمعة وتضاربت الأنباء حول حصيلة عدد القتلى والجرحى. الارحبي وخلال ترأسه اجتماع لجنة تسيير مبادرة اعمار المناطق المتضررة في صعده اعتبر ان " تجاوز التداعيات الأمنية والانسانية التى خلفتها تداعيات هذه الفتنة التى شهدتها مدينة صعده يمثل اولوية حكومية تنطلق من الحرص على التسريع بوتيرة إعادة اعمار المناطق المتضررة" . واشاد الارحبي بالحرص الذي يبديه بعض شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة في دعم جهود الحكومة اليمنية الهادفة الى التسريع بتطبيع الاوضاع الامنية والانسانية وتجاوز مخلفات الحرب في صعده واعادة اعمار المناطق المتضررة. وكان الاجتماع الذي عقد بمشاركة ممثلين عن الدول والجهات المانحة المساهمة في عملية اعادة الاعمار، قد استعرض التقرير الخاص بتقييم الاضرار الناجمة عن الحرب الاخيرة في صعده والخطة المقترحة لاعادة الاعمار . ميدانيا ساد الهدوء منطقتي المقاش و أملح بمديرية كتاف البقع شرق مدينة صعدة بعد توصل وسطاء قبليين الى هدنة –لاتزال معالمها هشة - لمعارك طاحنة خاضتها القبائل من اتباع الشيخ محمد ناصر قمشة أحد مشائخ منطقة وائله، مع مسلحي الحوثي منذ الجمعة الماضية ، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين وتدمير منازل للمواطنين وترويع لأسر في المنطقة. وكانت المواجهات قد بدأت بين الجانبين عصر الجمعة الفائتة حينما اعترض حوثيون الشيخ قمشه في إحدى النقاط بوائلة وحاولوا منعه من المرور لاستقبال شقيقه العائد من الحج، وطلبوا من مرافقيه تسليم أسلحتهم، لكنه رفض وتبادل الطرفان إطلاق النار حيث قتل 7 حوثيين وسيطر أتباع الشيخ على سلاح الحوثيين وطقم عسكري كان بحوزتهم. وعلى إثر ذلك، قام الحوثيون بتجميع عناصرهم وشن هجوماً على منطقة المقاش و أملح "وائلة" حيث أدى إلى اندلاع اشتباكات متواصلة بين الجانبين واخلي سكان من منازلهم التي تعرضت بعضها للنسف على ايدي المهاجمين. تلك المواجهات مع مواجهات سبقتها بأيام بين جماعتين تدينان بالولاء لكل من: عبدالملك الحوثي وابن عمه العلامة محمد عبدالعظيم الحوثي ، وأوقعت عدد من القتلى والجرحى، زادت من تصاعد حدة مخاوف تجدد دوائر العنف في صعدة -رغم نجاح وساطة قبلية أيضا بأنهاء ذلك الاقتتال. وكانت مصادر محلية بمحافظة صعدة قد أشارت إلى أن عودة الحوثيين إلى التمركز مجددا في العديد من المواقع الجبلية التي كانوا أخلوها بموجب اتفاق إنهاء الحرب السادسة بينهم والقوات الحكومية ،قد فرض جواً إضافياً من التوتر مع تأخر عمل لجان احلال السلام ووفد الوساطة القطرية المشرف على تنفيذ الاتفاق.