بدأت اليوم أعمال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في دورتها الثانية بمدينة شرم الشيخ المصرية بهدف تعزيز التكامل العربي، بحضور عدد كبير من القادة والزعماء والملوك والرؤساء العرب وعدد من رؤساء الحكومات . وترأس وفد اليمن الى القمة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي وصل في وقت سابق اليوم الى شرم الشيخ. وفي تصريح لوسائل الإعلام, اكد الرئيس صالح اهمية القمة الاقتصادية لمناقشة العديد من القضايا التي تهم مسيرة التعاون والتكامل الاقتصادي العربي امتداداً لما تم مناقشته وإقراره في القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في الكويت. ولفت إلى حاجة الأمة العربية إلى الوقوف أمام القضايا الخاصة بالجوانب الاقتصادية والتنموية التي تعزز من تشابك المصالح وتبادل المنافع بين شعوب امتنا العربية ويمثل الاقتصاد مدخل مهم لتوطيد العلاقات السياسية وحمايتها من أي تقلبات.. وقال: نحن في الجمهورية اليمنية أكدنا دوماً على أهمية الإسراع بإنشاء السوق العربي المشترك وإنشاء صندوق عربي للتنمية الاقتصادية وإيجاد آليات فعالة تضمن انتقال العمالة العربية بين البلدان العربية بعضها البعض بالإضافة إلى إقامة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المشتركة ومنها مشاريع الطاقة والربط الكهربائي بين البلدان العربية ومشاريع الطرق والسكة الحديد وغيرها من المشاريع التي تولد مصالح حقيقة للشعوب العربية وتربطها ببعض، لافتا إلى أنه مثل هذه الأفكار وغيرها أوردتها المبادرة اليمنية لإقامة اتحاد للدول العربية وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته. وأضاف: كما أن هذه القمة تنعقد في ظل ظروف وتطورات هامة على الساحة العربية تتطلب مثل هذه اللقاءات على مستوى القمة لمناقشتها والوقوف أمامها بما يخدم مصالح الأمة وأمنها ومستقبل أجيالها. وكانت افتتحت القمة الاقتصادية العربية الثانية الاربعاء في شرم الشيخ بدعوة من امير الكويت الشيح صباح الاحمد الجابر الصباح الى الوفاق الوطني في تونس. وقال الشيخ الصباح الذي ترأست بلاده القمة العربية الاقتصادية الاولى في الجلسة الافتتاحية ان "الكويت تابعت باهتمام بالغ الاوضاع في تونس" مؤكداً ان بلاده "تحترم خيارات الشعب التونسي الشقيق". واضاف ان الكويت "تتطلع الى تكاتف جهود الاشقاء" في تونس "لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة (..) والوصول الى توافق وطني" يحقق الامن والاستقرار. ودان امير الكويت "العملية الاجرامية التي تمثلت بالاعتداء على احدى الكنائس في الاسكندرية مستهدفة تماسك النسيج الاجتماعي في مصر" في اشارة الى الاعتداء ليلة رأس السنة على كنيسة القديسين الذي اوقع 20 قتيلاً بين المصريين الاقباط. واكد الشيخ الصباح ان صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذي يبلغ رأسماله ملياري دولار سيدخل حيز التنفيذ مع انعقاد القمة الاقتصادية الثانية. واوضح انه "تم اتخاذ الخطوات العملية والاجرائية لتنفيذ هذا المشروع الطموح" وسيتم اعتماد لائحته التنفيذية قريباً. من ناحيته أكد الرئيس حسنى مبارك أن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات، مطالبا فى هذا الصدد بضرورة زيادة العمل العربى المشترك لبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية. وقال الرئيس مبارك - فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة - إن قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات، كما ستبقى جزءا لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمى على طريق النمو الاقتصادى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة،وهدفا رئيسيا لسعينا لتعزيز الاستثمارات فيما بيننا. ونوه بأن الشباب العربى هم أغلى ما تمتلكه الدول العربية من ثروات وموارد لأنه بفكرهم وسواعدهم يصنع مستقبل الأمة، مبديا ثقته فيما يمتلكه أكثر من 300 مليون عربى من طاقات وإمكانات وموارد،وما يمتلكه الجميع سواء كان شعوبا أو قادة أو زعماء من الإرادة والعزم والتصميم. وعلى صعيد آخر، شدد الرئيس مبارك على أن السلام آت لا محالة مهما كانت مراوغات الاحتلال.