عبدالله حمود - احمرار تونس من لون علمها إلى لهيب نار شهيدها ال "بو عزيزي" على صفحات مستخدمي ال "فيسبوك" عربياً، آذن في اليمن باستطالة حضور لافت لألوان أخرى، طغت عليها تقاطيع حجاب الناشطة الحقوقية والصحفية توكل عبدالسلام كرمان. باتت صور رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود تأخذ موقعا يتسع باستمرار على الفيسبوك، فبين من يجعلونها بديلا عن صورهم الشخصية في صفحاتهم اعتزازا بها، يتجه آخرون إلى نشر صورها وهي تقود مسيرات الاحتجاج طيلة الأسبوع الماضي.. وبتعدد الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر فيها تتزايد التعليقات والردود التي يصب معظمها في خانة التمجيد من شأن توكل، واستنقاص، ليس الذين اعتقلوها فحسب، وإنما المتخاذلين عن مؤازرتها. المشهد على ال "فيسبوك" يمنياً، وإن كان يحاكي قصة تونس في المنطلق، بل ويصدر عنها، إلا أنه يمتاز عنه بكون امرأة - وليس رجلا – هي الرائدة هنا. وفيما تندرت مداخلات مستخدمي الموقع الاجتماعي الشهير من فارق الريادة في البلدين، تساءل البعض عن معنى الرجولة، وما إذا كانت كرمان قد انفردت وحدها بدلالاتها في اليمن. توكل كرمان.. ولا أحد سواها.. حتى الذين يقودون حزبا تنتمي إليه، وتكتلا لأحزاب هو بينها الأبرز ليس لهم من حظ في الحضور.. هي وحدها المبرّأة، وكلهم قادة المعارضة في المشترك تحت طائلة النقد والمسائلة، لماذا لم يسلكوا ذات السبيل الذي انتهجته؟ يتساءل البعض.. ويضيف آخرون.. أليسوا كمن أسلمها إلى السلطة بثمن بخس؟! إحداهن على صفحتها في ال فيسبوك" كتبت محذرةً "أطلقوا سراحها يا أشباه الرجال".. وتوالت عليها التعليقات.. فهذا أحدهم يرد متسائلاً "وهل عندهم الشجاعة الكافية والجرأة إلا على إماء الله؟".. فيما أخرى تكتب مستغربة " لم أتوقع أن بلاطجة الأمن سيصل بهم الحال إلى اختطاف الناشطة توكل كرمان..امرأة هزت عروشهم".. ويا لكثرة المداخلات والردود. "الحرية لتوكل كرمان".. " من أجلنا اعتقلت ومن أجلك سنثور..".. "امرأة بألف رجل".. ".. بعض عبارات تصدرت صورها، أراد بها واضعوها تكريس مدى ما تمثله توكل كرمان من ريادة تتعدى الرمزية في اشتغال مستخدمي ال "فيسبوك" إلى تجليات المسيرة الاحتجاجية التي تصدرتها هي وبسببها أخذت في جنح الليل إلى سجن الحاكم.