لا تزال "أجواء الاشتباكات" بين مؤيدى الرئيس مبارك والمطالبين برحيله مهيمنة على المشهد المصري ، وسط أجواء تعصف بالبلاد إلى حرب أهلية، حيث أصيب أكثر من 50 متظاهرًا بميدان التحرير اليوم فى اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لرحيل مبارك، وذلك عقب نجاح عدد من المتظاهرين المؤيدين لمبارك فى الوصول لميدان التحرير. وطبقا لصحيفة "اليوم السابع المصرية" فقد قامت مجموعة من مشايخ الأزهر والقساوسة من مؤيدى مبارك بدعوة المتظاهرين بميدان التحرير للانسحاب الفورى من الميدان تجنبًا من حدوث بعض الاشتباكات بينهم، مستخدمين مكبرات الصوت ولافتات تصور متظاهرى التحرير بالخونة. كما قامت مجموعة من السيدات باستخدام الطبل والزغاريد ورفعن لافتات مؤيدة للرئيس، واصفين البرادعى وأيمن نور بالخونة. فيما أعلنت وزارة الصحة استعداد جميع المستشفيات القريبة من ميدان التحرير استقبال أى مصابين يقعون أثناء المصادمات الدائرة حالياً بين المتظاهرين المعارضين والمؤيدين للرئيس مبارك. فى الوقت نفسه نقلت سيارات الإسعاف مجموعة من المصابين جراء المصادمات ومن بينهم مراسل قناة العربية، الزميل محمد جابتو. ووقع تشابك بالايدي وامتد للحجارة والهراوات بعد ظهر الأربعاء وامتد حتى المساء بين الموالين لمبارك والمتظاهرين الذين يطالبون بإسقاطه في ميدان التحرير. وكان عشرات الالاف تجمهوا اليوم الاربعاء في ميدان مصطفى محمود في القاهرة للتعبير عن تاييدهم للرئيس المصري حسني مبارك، فيما أكد متظاهرون في ميدان التحرير أن (ما قاله مبارك غير كاف) وأنهم باقون حتى رحيله. ورفع المتظاهرون لافتات تقول (لا لاهانة رمز مصر) و(نعم لرجل الحرب والسلام) و(مبارك في قلوب المصريين .. سامحنا يا مبارك). كما رفعت لافتة تقول (لا لمدمر العراق) في اشارة الى المعارض البارز محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يشارك في التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري. واكد احد المتظاهرين ان هناك تظاهرات اخرى مؤيدة لمبارك في احياء اخرى مثل شبرا والعباسية ومدينة نصر. وامام مبنى التلفزيون الذي يبعد حوالى كيلومتر واحد عن ميدان التحرير حيث يحتشد معارضو الرئيس المصري تجمع نحو 500 شخص وقد رفعوا لافتات كتب عليها (نعم لمبارك من اجل الاستقرار، نعم لرئيس السلم والسلام) و(لن نكون عراقا آخر) و(اللي بيحب مصر ما يغرقش مصر). وهدئت نسبيا الاشتباكات في ميدان التحرير ساعات من المواجهات التي ظهرت كساحة حرب بين مؤيدي الرئيس مبارك والمتظاهرين الذين يطالبون برحيله. بينما تشير انباء لسقوط قتلى ومئات الجرحى. وأكد التلفزيون المصري أن وزارة الداخلية نفت اتهامات بأن رجال أمن بملابس مدنية شاركوا في اشتباكات وقعت في وسط القاهرة. من جانبها، اعلنت وزارة الخارجية المصرية يوم الاربعاء أنها ترفض دعوات أوروبية وأميركية بشأن ضرورة أن تبدأ عملية التحول السياسي في مصر الان . وقال بيان الوزراة الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية إن دعوات (اطراف خارجية) تتحدث عن تحول الان (مرفوضة وتهدف الى تأجيج الوضع الداخلي في مصر). وقال متحدث باسم الوزارة إن الوزراة ترفض الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة وعدة عواصم اوروبية.