تجاهلت الأحزاب السياسية في اليمن ووسائل إعلامها الناطقة والمناصرة في تقاريرها وبالبيانات الاستنكارية المتضادة، الإشارة أو الاهتمام بالمواطن البرئ - من منطقة وصاب بمحافظة ذمار- والذي قتل بلا حول له ولا قوة بمعركة حراسة القيادي المعارض ورجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر ، والقيادي في الحزب الحاكم محافظ محافظة صنعاء نعمان دويد قبل يومين بحي حدة وسط العاصمة. وتصب الأخبار نحو اتهامات متبادلة وإدانات الاعتداء على شخص دويد وشخص الأحمر ، فيما دخلت القضية بين قبائل حاشد وبكيل في ما يعرف بالتحكيم القبلي ، حيث ما زال كل طرف ينكر انه البادئ عبر حراسته في إطلاق النار وحدوث الاشتباك ، ف" دويد" الذي ينتمي لبكيل يقول أن حراسة حميد الأحمر هاجمة منزله بداية مستدلا بإلقاء القبض على سيارة احد المهاجمين ، بينما يقول "حميد الأحمر" الذي ينتمي لحاشد أن حراسة دويد هاجمة حراسته أمام منزله. ووسط الروايتين اللتين يتمسك كل طرف بها بانتظار ما سيفضى إليه التحكيم القبلي الذي تقدم به الأحمر إلى قبائل خولان -ثمانية بنادق "مصفى " - فيما يدعيه محافظ صنعاء نعمان دويد،لاسيما وانه سبق لقبائل خولان بتهجير قبلي للأحمر قبل أسبوع عن إساءة قيل انه أطلقها "دويد ضد "الأحمر" في مهرجان جماهيري.. غير ان القضية اخذت منحى توظيف سياسي لتسجيل أهداف بين السلطة والمعارضة وباعتبارها محاولتي اغتيال سياسي وليس خلاف شخصي، وفي كلا الأمرين تفضي القضية بعدا من التأزيم للأجواء ولإعاقة التئام الحوار وفق الدعوة الرئاسية للجنة الأربعة المكونة من المؤتمر الحاكم وتكتل المشترك المعارض.. وهنا ما يفسر البعد الغائب بالقضية. وراح ضحية الاشتباك المسلح بين حراسة الشيخ حميد الأحمر ، وحرس محافظة محافظة صنعاء الشيخ نعمان دويد في العاصمة صنعاء أحد المواطنين الأبرياء وهو من وصاب بمحافظة ذمار وإصابة أخر كانا مارين بالشارع ، فيما نجا المسلحين. وفي السايق وصف النائب عبده بشر في جلسة البرلمان اليوم الاثنين ما حدث بين النائب المعارض حميد الأحمر ومحافظ صنعاء نعمان دويد ، بأنها "مشكلة شخصية"، مستنكراً تناول الإعلام الرسمي والمعارض للموضوع وتجاهل القتيل المنتمي لمنطقة وصاب بمحافظة ذمار. من جانبه انتقد النائب عبد العزيز جباري لجوء حميد الأحمر ونعمان دويد لاستخدام السلاح ، وقال جباري أن الأيام أثبتت أن اليمنيين لا يمكن أن يختلفوا سياسيا بأسلوب سلمي مثل ما يشهده بقاع العالم. مشيرا إلى أن الاختلافات السياسية في اليمن تشوبها الحضور الفاعل للسلاح، الأمر الذي يدلل على غياب الوعي والمسؤولية.