قال مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية ،الأحد، إن الرئيس علي عبدالله صالح قرر تأجيل زيارته التي كان مقررا أن يقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر شهر فبراير الجاري تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وذلك نتيجة للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. وأوضح المصدر في بيان رسمي أنه سيتم التواصل عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين لتحديد موعد آخر للقيام بالزيارة في وقت لاحق. وعبر المصدر عن تقدير الجمهورية اليمنية لدعوة الرئيس اوباما, للرئيس صالح لزيارة الولايات المتحدة والتي تصب باتجاه تعزيز ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين اليمني والأمريكي. وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة أعلنت في وقت سابق اليوم الأحد قبولها مبادرة رئيس الجمهورية لاستئناف الحوار . وجاء إعلان المعارضة القبول بمبادرة صالح ، بعد تحفظ منذ إعلانها في كلمته بالاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى بتاريخ 2 فبراير 2011م وتضمنت عناصرها كافة المطالب التي كانت طرحتها أحزاب المشترك المعارضة. ويسود اليمن حالة من التوتر تخوفا من عدوى السيناريو المصري على خطى تونس،لاسيما مع ظواهر محاكات وصدامات بين متظاهرين منذ الجمعة.. ويبدوا الرهان الان هو على الوقت في سباق بين طرفين لانجاز الاصلاحات والتغيير المنشود ..فإما نجاح العقلاء في القوى السياسية لانجاز الحوار الوطني الذي شهد اليوم انفراج في مساره، أو الشارع الذي تنبئ حساباته في واقع مجتمعي معقد، بأنه سيكون أكثر كلفة حال تجاوزه سيطرة الحاكم ومعارضيه على حد سواء. وقالت قيادات أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل المشترك بمؤتمر صحفي اليوم بصنعاء أنهم وشركائهم جاهزون وعلى أتم الاستعداد هذا الأسبوع للتوقيع على محضر يحدد أطر و خطوات السير بعملية الحوار الوطني الشامل حتى بلوغ أهدافه المرجوة. واقترحت أن يتضمن المحضر: "استكمال لجنة التواصل مع الحراك الجنوبي أعمالها خلال مدة محددة تضمن مشاركتهم في الحوار، إضافة إلى تأمين مشاركة معارضة الخارج والحوثيين" إضافة إلى "تشكيل لجان فنية (دستورية، وقانونية، واقتصادية) تنجز أعمالها خلال فترة زمنية محددة حيث تنتهي إلى وضع برنامج الإصلاح الوطني الشامل، وبعد ذلك تجتمع اللجنة المشترك للحور الوطني الشامل (لجنة المائتين) لمناقشة وإقرار ما توصلت إليه اللجان في (برنامج الإصلاح الوطني الشامل)، ومنه ينعقد مؤتمر الحوار الوطني، ويكون مهامه الإقرار النهائي لبرنامج الإصلاح الوطني الشامل وتحديد آلية تنفيذ هذه البرنامج (حكومة وفاق وطني)". وتشمل مبادرة الرئيس صالح تجميد التعديلات الدستورية وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في ابريل المقبل وتأكيده عدم سعيه للتمديد او التوريث او التأبيد ، إضافة لدعوة اللجنة الرباعية المشكلة من المؤتمر والمشترك إلى إستئناف الحوار و إيقاف جميع الحملات الإعلامية المتبادلة وإيقاف التظاهرات التي كان الطرفان يسيرانها، ما يعني استجابة لشروط تكتل «اللقاء المشترك» للعودة بالحوار السياسي إلى النقطة التي توقف عندها قبل إقرار الحزب الحاكم عبر أغلبيته لقانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا لإدارتها من المقاضاة وما لحقها من طرح لتعديلات دستورية على البرلمان بصورة منفردة. وتتكون اللجنة من نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والدكتور عبد الكريم الارياني عن المؤتمر الحاكم ، والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب الانسي عن تكتل أحزاب المشترك المعارضه . ومع تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة تبدي واشنطن قلقا من تفجر الوضع في اليمن مما دفع الرئيس اوباما ووزيرة خارجيته الى الترحيب المباشر بدعوة الرئيس صالح للمعارضة الى العودة لطاولة الحوار ، بينما عزز السفير الامريكي في لقاء بالصحفيين أمس تأكيد إن بلاده شجعت ولا تزال الحكم والمعارضة في اليمن على العودة إلى الحوار ، وان الأوضاع الراهنة في المنطقة كفيلة بالوصول إلى اتفاق بشأن الخلافات السياسية ، محذرا من اللجوء إلى الشارع ،ومعتبرا ان" أي فوضى لا تخدم الشعب اليمني". وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الامريكية في افادة امام لجنة بالكونجرس الخميس الماضي إن التحديات السياسية والامنية وتحديات التنمية تمثل أكبر تهديد لليمن منذ الحرب الاهلية عام 1994. وأضاف كلابر في كلمة معدة سلفا أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب ان "تدهور الحكم سيمثل تحديات خطيرة للمصالح الامريكية والاقليمية بما في ذلك أنها ستجعل (لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب) في وضع أفضل يمكنه من تدبير وتنفيذ هجمات وتؤدي الى تفاقم التوتر المدني المستمر والمشكلات الانسانية والاقتصادية الاجتماعية."