شهدت العاصمه صنعاء ما يشبه حرب الشوارع ولكن بدون اسلحة نارية حتى الان بين موالون للسلطة ومتظاهرين مناهضين مطالبين بإسقاط النظام على النمط المصري والتونسي ،استخدمت فيها زجاجات مكسورة وخناجر وحجارة وعصي . وقالت وكالة رويترز ان الشرطة التي كانت تحاول التفريق بين الجانبين أدخلت عدة الاف من المحتجين الفارين الى حرم جامعة صنعاء بالقرب مكان احتشادهم لوقف اراقة الدماء. وقال مصدر من المعارضة ان خمسة أشخاص أصيبوا في الاشتباك. وهتف المحتجون المناهضون للحكومة مطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي تولى الرئاسة منذ أكثر من 33 عاما. وهتف موالون لصالح بشعارات قالوا فيها انهم يفدونه بدمائهم ورفع بعضهم صورا للرئيس ولوحوا بعلم اليمن. واشتبك المئات من المتظاهرين يوم الاثنين جنوبي العاصمة صنعاء حيث تبادل الجانبان الرشق بالحجارة مع تصاعد الاحتجاجات في البلاد. وقال شهود ان 12 شخصا اخرين أصيبوا جنوبي صنعاء حيث أطلقت الشرطة طلقات في الهواء بينما اشتبك المئات من المتظاهرين المناهضين للحكومة مع موالين لصالح. لكن الشرطة لم تتمكن من السيطرة على الحشود بمدينة تعز الصناعية حيث نظم الاف المتظاهرين حشدا اعتصم طوال الليل. ونقلت روبترز عن شهود قولهم ان الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء لكنها لم تتمكن من السيطرة على الحشود في مدينة تعز الصناعية بعدما شجعت الانتفاضة المصرية المحتجين في صنعاء الذين تعهدوا بتنظيم مسيرة الى مقر مخابرات الشرطة. ووقفت الشرطة بين نحو 500 محتج مناهض للحكومة ومجموعة منافسة تضم نحو مئة من أنصار صالح في جامعة صنعاء التي عادة ما تنطلق منها المظاهرات وسعت الشرطة لمنع وقوع اشتباكات. ودفع الخوف من تنامي الاضطرابات صالح الى تقديم تنازلات كبيرة من بينها تعهده بعدم الترشح لفترة رئاسة أخرى بعد انتهاء فترته الحالية عام 2013 . وتحولت الاحتجاجات الى اشتباكات في الايام الاربعة الاخيرة حيث تبادل المحتجون على الحكومة والموالون لها الضرب بالهراوات وتشابكوا بالايدي. وفرقت الشرطة حشدا بالقوة أمس في صنعاء. لكن محللين يقولون ان الاحتجاجات في اليمن لم تصل بعد الى ثورة على غرار ما حدث في مصر ويرجح أن تتضح معالم أي انتفاضة في اليمن بوتيرة أبطأ وباراقة المزيد من الدماء في بلد ينتشر فيه السلاح وتلعب الولاءات القبلية دورا مهما. وقال محتجون في صنعاء انهم يطالبون باطلاق سراح نشطاء اعتقلوا في أربعة أيام متواصلة من الاحتجاجات ومن بينهم نحو 220 اعتقلوا في تعز وقالت المعارضة انه تم الافراج عنهم بالفعل. وانتقدت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) الشرطة اليمنية قائلة ان أداءها يتسم بوحشية لا داعي لها شملت استخدام أجهزة الصعق بالكهرباء مع المتظاهرين. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة "دون أن تتعرض لاستفزاز ضربت قوات الامن الحكومية اليمنية المتظاهرين السلميين بوحشية واستخدمت أجهزة الصعق بالكهرباء ضدهم في شوارع صنعاء." وعلى الرغم من اشتباك محتجين مناهضين للحكومة مع موالين لها في الايام القليلة الماضية ظلت الشرطة بعيدة بشكل عام عن الخلاف في صنعاء وان كانت الحملات الامنية أقوى خارج العاصمة. ويكافح اليمن لقمع تمرد انفصالي في الجنوب وتعزيز هدنة مع الحوثيين في الشمال ومحاربة جناح القاعدة بالمنطقة.