أعلن الرئيس علي عبد الله صالح مساء (الجمعة) قرار مجلس الدفاع الوطني الذي يرئسه بفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء اليمن، للمرة الأولى منذ أكثر من 17 عاما على خلفية الأحداث التى شهدتها العاصمة صنعاء خلال الساعات الماضية والمرشحة للتصعيد بعد مقتل وإصابة العشرات من المحتجين الذين يطالبون برحيل النظام برصاص مسلحين . وقال صالح للصحافيين إن قرار إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، يشمل خصوصا حظر حمل السلاح والتجول به. وعبر عن أسفه الشديد للأحداث التي وقعت بعد صلاة الجمعة بصنعاء وللضحايا الذين سقطوا قتلى وجرحى، نافيا مشاركة الشرطة في ذلك العنف ، وقال " الشرطة لم تطلق أية رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة". والمح إلى تورط أيادي متعمدة للحدث والجريمة وإلصاقها بالنظام ، وقال:" كان هناك تواصل بين اليمن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لإجراء وساطة لرأب الصدع بين أطراف العمل السياسي في اليمن" .. مؤكداً بأن ماحدث اليوم أفشل هذه المساعي لرأب الصدع وحقن الدماء في الساحة اليمنية. وجدد الرئيس صالح التأكيد أن هناك توجيهات صدرت منذ وقت مبكر لكافة الأجهزة الأمنية بحماية المسيرات والاعتصامات سواء كانت مؤيدة أو معارضة والفصل بينهما .. مشيراً إلى أنه تم سحب الإعتصامات المؤيدة إلى ساحات أخرى بعيدة عن الإعتصامات المعارضة تجنباً للإحتكاك. وقال :" للأسف الشديد تتمدد اعتصامات المعارضة كل يوم وتنتشر في الشوارع والأحياء السكنية وهو مايسبب إزعاج للمواطنين, ويعيق حركتهم الإعتيادية اليومية وتعليم أبنائهم ". وأوضح الرئيس صالح أن ما حدث اليوم الجمعة هو نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين إثر اقتحام المعتصمين لأحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الأحياء لحمايتها.وأكد أن الشرطة لم تطلق أية رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة نارية. ولفت إلى أن المعتصمين إذا رغبوا في مواصلات إعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الإحتكاك مع المواطنين. وقال صالح انه :" تم تشكيل لجنة من جهات محايدة للتحقيق في الحوادث التي وقعت في صنعاء وعدن وتعز وأبين ومأرب والجوف والحديدة، لكشف ملابسات تلك الأحداث و معرفة السبب والمسبب سواء من السلطة أو المعارضة ومحاسبة المتورطين". واعتبر الضحايا الذين سقطوا الجمعة شهداء وجرحى الديمقراطية" .. مؤكدا أن الدولة ستولى رعاية واهتمام بأسرهم. الى ذلك قالت مصادر طبية في المستشفى الميداني لساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أن عدد القتلى بين المحتجين ارتفع الى 41 قتيلا ، و150 جريحا في ابشع جريمة هزت الرأي العام المحلي والخارجي،غير أن وزير الداخلية قال ان عدد القتلى 25 شخصا -طبقا لما نقلت عنه "رويترز". واضاف الوزير مطهر المصري انه يجري بحث فرض حظر للتجول واجراءات اخرى لمنع مزيد من التدهور في الوضع في اليمن.