قالت شبكة "سي ان ان" نقلا عن أوساط سياسية مطلعة على مسار الأحداث في اليمن أن هناك وساطة يضطلع بها الرئيس علي عبدالله صالح، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، علي محسن الأحمر، الذي أعلن الاثنين انضمامه لثورة الشباب السلمية وتأييده لمطالبهم برحيل النظام.. حيث تقوم هذه الوساطة على تأمين انتقال آمن للسلطة في البلاد خلال الأشهر المقبلة. ونسبت "سي إن إن" لمسؤول يمني وآخر أمريكي –لم تسميهما - قولهم "أن الوساطة تدور حول إمكانية بقاء صالح في منصبه حتى نهاية العام، على أن يتم خلال الأشهر المقبلة تنفيذ العديد من الخطوات التي تضمن الانتقال الآمن للسلطة، في اقتراح قريب من العرض الذي كانت المعارضة قد قدمته لصالح قبل أسابيع، ولكن الأخير رفضه". وتسارعت التطورات في اليمن ، فبعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس علي عبدالله صالح إقالة حكومة الدكتور علي محمد مجور، وبعد يومين من إعلان حالة الطوارئ في البلاد، فجر اللواء علي محسن صالح الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، والاخ غير الشقيق لصالح قنبلة أمس بإعلان دعمه وتأييده مع كامل أفراد وضباط وقادة المنطقة والفرقة الأولى مدرع لثورة الشباب السلمية، ووجه إلى الشعب اليمني رسالة متلفزة أكد فيها أنه سيؤدي واجباته في حماية صنعاء وبقية مناطق اليمن إلى جانب بقية تشكيلات القوات المسلحة. في المقابل رفض الرئيس صالح رفع الراية البيضاء والاستسلام للمطالب بتنحيه رغم انشقاقات لقيادات في الجيش تجاوبا مع اللواء علي محسن بجانب دبلوماسيين وحلفاء تقليديون قبليون وعلماء دين لصالح ثورة الشباب ومطالبها برحيله ، وقال صالح في لقاء جمعه بأبناء منطقة صعفان إنه "صامد في مكانه ولن يتزحزح"، واضاف "إننا صامدون مثل صمود عيبان ونقم، والسواد الأعظم من الشعب اليمني مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية، ومن يدعون إلى الفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموع الشعب اليمني" . وفي محاولة لتقليل أهمية انشقاق في الجيش يقوده علي محسن الاحمر ، تلا وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد بياناً باسم القوات المسلحة والامن أكد فيه أن الجيش والامن لن يسمح بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو المساس بأمن الوطن والمواطنين . وأعلن مجلس الدفاع الوطني عقب اجتماع ترأسه صالح أنه في حال انعقاد دائم .. وفي موقف لافت، اعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمام نظرائه الأوروبيين في بروكسل أنه "لم يعد من مفر" لتنحي الرئيس صالح، وأكد البيت الأبيض أنه أبلغ صنعاء أن استخدام العنف غير مقبول، ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في اليمن، ورحبت أوساط حقوقية بتشكيل لجنة أممية لتقصي الحقائق في اليمن . وطلبت السفارة الأمريكية، في صنعاء من رعاياها البقاء في منازلهم نظراً للاضطراب السياسي في اليمن، وأكد مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان أنه سيضطر لمراجعة سياسته في اليمن إن لم تضمن السلطات أمن المتظاهرين