لم يتضح بعد الموعد المقرر أن يصل فيه إلى اليمن أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، في مهمة "إزالة العوائق"التي عرقلت توقيع الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على المبادرة الخليجية، لحل الأزمة السياسية. من جانبها، جددت المعارضة التأكيد على استمرار الاعتصامات والتظاهرات المطالبة باسقاط النظام، ونفت أن تكون قد وافقت على ما جاء في المبادرة الخليجية من ازالة الاعتصامات. وقال القيادي في المعارضة محمد سالم باسندوة، مخاطبا المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء أمس "ثقوا إن ما نقوم به ما هو إلا لمصلحتكم، وان ما نقوم به مكمل لنضالكم، ومتبنيا لأهدافكم في إسقاط هذا النظام، وان المبادرة الخليجية تهدف إلى تحقيق رحيل النظام وليس منع الاعتصامات أو التظاهرات بل حمايتها وبقائها كضمان"، داعيا الشباب المعتصمين في ساحة التغيير إلى الاستمرار في الاعتصامات والتظاهرات وألا يخرجوا من الساحات حتى اثناء تشكيل الحكومة الجديدة واستقالة صالح، بل الاستمرار حتى "التطهير" بتحقيق كافة أهداف إسقاط النظام ورموزه". واعتبر باسندوة "أن المعارضة في هذا الاتفاق وبإعلانها قبوله جعلت النظام في زاوية ضيقة، لا يستطيع أن يخرج منها ". لافتة الى أن اللقاء المشترك وافق على المبادرة الخليجية لكسب ثقة دول الخليج والاتحاد الأوروبي وأمريكا، لكنه لن يتخلى عن مطالب الثورة". وكان قادة في حزب المؤتمر الحاكم في اليمن دعوا دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدم إعطاء المعارضة ضمانات ببقاء الاعتصامات والتظاهرات، كون ذلك لن يحقق الغايات من المبادرة الخليجية التي افترضت إنهاء حال التوتر السياسي والأمني . وشددوا على أن الانتقال السلمي للسلطة ينبغي أن يتم عبر الشعب بالتحضير لانتخابات تنافسية على اعتبار أن انتقال السلطة بغيرها إلى المعارضة "سيكون انقلاباً" . وأكد رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الحاكم عبدالله غانم أن الحزب تنازل عن حقه في تشكيل الحكومة كاملة لإعطاء الفرصة للمعارضة من أجل تنفيذ البند الثاني من المبادرة، سعياً إلى تنفيذها كمنظومة متكاملة من دون أي اجتزاء . وقال إن الرئيس صالح لن يقدم استقالته إلا بعد أن تنفذ أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك التزاماتها الواردة في المبادرة الخليجية والمتمثلة بإنهاء الاعتصامات وأعمال التقطع والتمرد العسكري في بعض وحدات القوات المسلحة ووقف نشاط الحراك المسلح والتمرد الحوثي وغيرها من أسباب التوتر السياسي والأمني . واكد أن المبادرة الخليجية ستكون بلا معنى في حال لم يفض تنفيذها إلى تحول فيما تشهده الساحة اليمنية اليوم .وأضاف: "نحن نعلم جيداً أن المشترك لا يريد من كل المبادرة الخليجية إلا استقالة الرئيس وهذا لن يكون لهم إلاّ بتنفيذ النقطة رقم (2) من المبادرة التي تلزم حكومة التوافق المشكلة من الحكم والمعارضة بإزالة كل أسباب التوتر السياسي والأمني" . وجاءت تصريحات القيادي في الحزب الحاكم في وقت لم يتضح موعد وصول الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى صنعاء لانعاش المبادرة من جديد استناداً إلى التوصيات التي خلص إليها اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأخير في الرياض، وهي الخطوة التي أشاعت الآمال في أن تفتح الزيارة آفاقاً جديدة في إحياء جهود التسوية الخليجية للأزمة اليمنية بعدما حالت تقاطعات سياسية دون التوقيع على المبادرة خلال زيارته السابقة السبت الماضي.