أبين - تصاعدت موجة نزوح آلاف الأسر من محافظة أبين جنوبي اليمن نتيجة ارتفاع وتيرة المواجهات بين الجيش ومسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار التي سيطر عليها التنظيم ومحيطها منذ الجمعة بالإضافة إلى مدينة جعار حيث يعتقد بأنها احد معاقلهم الرئيسية، فيما ذكرت مصادر أن عملية انتحارية بسيارة مفخخة نفهذها عناصر للتنظيم اليوم الثلاثاء حاولت استهداف تعزيزات عسكرية للمنطقة ، وأشارت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في حصيلة لم توضح بعد. وانفجرت السيارة المفخخة عند حاجز عسكري يبعد حوالى كلم عن زنجبار، لدى مرور قافلة من اليات الجيش آتية من عدن تعزيزا للواء الميكانيكي 25 ، وفق مسؤول أمني. وقال مصدر قريب من المهاجمين ان "انتحاريين كانا داخل السيارة المفخخة لحظة انفجارها"، مؤكدا ان الاعتداء خلف "قتلى وجرحى في صفوف العسكريين". وقال نازحون من مدينة زنجبار (30 كيلومتر شرق عدن) أن المدينة أصبحت شبه خالية إلا من المسلحين وعناصر الجيش وبعض الأفراد الذين يحرسون منازلهم الشخصية من أعمال سلب ونهب متوقعة. ويوم أمس نزحت أفواج صوب مدينة عدن توزعت على مديريات الشيخ عثمان والمنصورة والخور. ووصلت إلى مديرية المنصورة اليوم 155 أسرة عدد أفرادها 341 فرد من النازحين من زنجبار وتم تسكينهم مؤقتا في مدرسة سعيد ناجي في المنصورة ، فيما قام الأهالي بتشكيل لجنة لأغاثتهم بالفرش والغذاء والماء. وشكل فرع جمعية الهلال الأحمر اليمني بمحافظة عدن لجاناً خاصة بالإيواء والإغاثة الإنسانية لاستقبال أبناء محافظة أبين الذين تعرضت منازلهم للاعتداء من قبل العناصر والمجاميع المسلحة. وأوضح الرئيس التنفيذي لفرع جمعية الهلال الأحمر اليمني بعدن عمر الزغلي أن الأنشطة الاسعافية تشمل توزيع الفرق الطوعية لعملية الحصر والإيواء وتقديم الأغذية والعلاجات والكشوفات وتأمين المناخات الملائمة لهم في مناطق سيتم تحديدها مع السلطات المحلية بالمحافظة .. مشيرا الى ان جمعية الهلال الأحمر اليمني والصليب الأحمر الدولي يساهمان في هذه العملية التي باشر الفرع في تنفيذها منذ يوم أمس الأول الأحد المتمثلة باستقبال المتضررين القادمين من القرى والمديريات بمحافظة أبين . ودعا الزغلي جميع المواطنين إلى المساعدة و الإبلاغ عن توافد أي حالات على رقم عمليات المحافظة والجمعية والمدون لدى السلطات المحلية بكافة مديريات عدن . وقال نازحون أن المسلحين المنتشرين في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين يحملون لافتات قماشية على آليات استولوا عليها وكتب على اللافتات "أنصار الشريعة" وهي حركة إرهابية مفترضة تدين بالولاء لتنظيم القاعدة. ووصف نازحون المسلحين بأنهم صغار في السن, وبعضهم من جنسيات عربية. وعلى مسار متصل أفادت وكالة فرانس برس نقلا عن مصادر امنية وطبية الثلاثاء بمقتل ستة جنود واصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم ومواجهات مع المسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم ومحيطها. وقال مصدر امني ان مسلحين من التنظيم هاجموا صباح الثلاثاء نقطة عسكرية في دوفس على مشارف زنجبار "ما اسفر عن مقتل اربعة جنود واصابة عشرة اخرين". الى ذلك، افاد مصدر طبي ان جنديين توفيا متأثرين بجروحهما في مستشفى باصهيب العسكري في عدن، كبرى مدن الجنوب. وذكر المصدر ان القتيلين وصلا ضمن مجموعة من 40 عسكريا جريحا من اللواء الميكانيكي 25 في مدينة زنجبار، كما ذكر ان بعض الجرحى اصاباتهم خطرة. وبذلك ارتفع عدد العسكريين الذين لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي اندلعت يوم الجمعة، إلى 25 قتيلا بينهم 6 ضباط. وترددت في وقت سابق أنباء سقوط 21 قتيلا. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن 35 عسكريا آخرين أصيبوا بجروح. وتشن قوات الجيش منذ يوم أمس الأول حملة عسكرية برية وجوية واسعة ضد مسلحي القاعدة فيما انضمت ليل أمس تعزيزات عسكرية جديدة للقوات التي تقاتل هناك منذ الجمعة . وصرح مصدر عسكري مسئول بمحافظة "أبين " في بلاغ صحفي عن تطورات المواجهات الدائرة حاليا بالمحافظة ليل أمس "إن أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم إخوانهم من أبناء محافظة أبين الشرفاء يواصلون تصديهم للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في اليمن بكل شجاعة واستبسال". وأضاف المصدر "إن مواجهات عنيفة تدور بين رجال القوات المسلحة والأمن وبين العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي قامت بالاعتداء على الوحدات الأمنية والعسكرية وهاجمت عددا من المنشآت الحكومية في مدينة "زنجبار". وأوضح المصدر,أن المقاتلين في اللواء 25 ميكا واللواء 31 مدرع وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء محافظة أبين يوجهون ضربات قاصمه لأهداف منتقاة لمواقع وأوكار تلك العناصر الإرهابية التي يتعامل معها المقاتلون بكفاءة عالية محققين نجاحات كبيرة في اتجاه حسم الموقف , مؤكدا أن المواجهات مستمرة وعلي أشدها حتي تتحقق أهداف المهمة في تطهير المحافظة من هذه العناصر . في نفس السياق, قالت مصادر السلطة المحلية بالمحافظة "إن عناصر من تنظيم القاعدة شوهدت وهي تفر نحو السلسلة الجبلية جبال المراقشة المعروفة بوعورتها واستخدامها كملجأ للاحتماء بها ومعاودة عملياتهم الإرهابية على مدينة زنجبار. وكانت عناصر مسلحة يعتقد أنه تنتمي لتنظيم القاعدة القاعدة قد هاجمت قبل يومين عددا من المباني والمنشآت الحكومية والأمنية والبنوك في مدينة زنجبار وأحرقت بعضها بعد نهب محتوياتها، قبل أن تفرض سيطرة شبه تامة على المدينة في مسعى لتحويلها إلى إمارة "إسلامية" تنطلق منها إلى مختلف مناطق اليمن، حسب ما أعلنته المصادر الرسمية .