(ا ف ب) - اعرب انصار الرئيس علي عبدالله صالح عن ابتهاجهم الجمعة بظهوره للمرة الاولى على شاشة التلفزيون، بعد فترة تفوق الشهر على اصابته بجروح في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي في الثالث من حزيران/يونيو، لكن معارضيه واصلوا المطالبة بتنحيه. وهتف عشرات الاف اليمنيين باسم رئيسهم في ساحة السبعين في جنوب العاصمة بعد صلاة الجمعة. وفي خطبته، رفع امام الصلاة "حتى يشفي الله الرئيس" ويخرجه "منتصرا من المحنة"، في اشارة الى الثورة الشعبية التي انطلقت ضده في كانون الثاني/يناير. وهتفت الجموع خلال مسيرة بعد الصلاة "الشعب يريد علي عبدالله صالح"، وقد حمل المشاركون فيها اعدادا كبيرة من صور الرئيس الذي يبدو في بعض منها الى جانب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. ودعا الرئيس صالح الذي ظهر محترق الوجه ومغطى بالضمادات الخميس على شاشة التلفزيون للمرة الاولى منذ ادخاله المستشفى قبل اكثر من شهر، الى الحوار لكنه لم يتطرق الى عودته الى البلاد. واطلق انصاره النار في الهواء ابتهاجا في عدد كبير من المدن. وقتل اربعة اشخاص، الاول برصاصة طائشة في صنعاء وثلاثة في إب جنوب العاصمة، كما ذكرت مصادر المستشفيات التي تحدثت عن عشرات الجرحى. من جانبهم، تظاهر معارضو صالح الذين يطالبون بتنحيه منذ نهاية كانون الثاني/يناير، في صنعاء وتعز، ثاني اكبر المدن اليمنية (270 كلم جنوب غرب العاصمة)، رافعين شعار "لا للوصاية الاجنبية". وردد المتظاهرون في صنعاء "كفى تدخلات سعودية واميركية". ورد آخرون "علي عبدالله صالح جثة سياسية". وقال محمد العسل عضو تنسيقية "شبان الثورة" الذين ينظمون التظاهرات، ان ظهور صالح يهدف الى رفع معنويات انصاره وزيادة الضغط على المعارضة لتقبل بدور سياسي لنجله وابناء اخوته. وذكرت مصادر يمنية ان الرئيس صالح قرر الظهور على شاشة التلفيون خلافا لرأي اطبائه الذين يعالجونه حتى يقول لليمنيين انه ما زال على قيد الحياة وفي كامل قدراته العقلية. وادى غيابه الطويل الى مختلف انواع التكهنات عن حالته الصحية. وفي اواخر حزيران/يونيو، اكد دبلوماسي يمني في الرياض لوكالة فرانس برس ان الوضع الصحي للرئيس لا يتيح له الظهور على شاشة التلفزيون. وبدا صالح محروق الوجه تماما، وكان يرتدي جلبابا ابيض بدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفت على راسه لاخفاء حروق فروة الرأس. وكان من الصعوبة بمكان التعرف الى صالح (69 عاما) الذي اصيب في قصف على مسجد قصره في الثالث من حزيران/يونيو. وقال الرئيس اليمني في تصريح استغرق دقائق وبثه التلفزيون الرسمي اليمني "اجريت اكثر من ثماني عمليات ناجحة من الحروق نتيجة الحادث". ودعا بعبارات عامة الى "الحوار" في اليمن، وقال "نرحب بالشراكة في اطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على اسس ديموقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الاخر ... لكن هذا هو الرأي والرأي الاخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لاخافة ... واقلاق عامة الناس". وقال علي عبدالله صالح الذي يتولى الحكم منذ 33 عاما، انه يدعم "كل جهود" نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي "من اجل رأب الصدع بين كل اطراف العمل السياسي وندعو له بالتوفيق". ويتولى منصور هادي مهام الرئاسة بالوكالة لكن صالح لم يعينه لتولي شؤون الحكم اثناء غيابه. ولا يزال علي، الابن البكر للرئيس اليمني واقاربه، يسيطرون على قسم من الجيش والاجهزة الامنية. وتطالب المعارضة وخصوصا المتظاهرون الشبان بتشكيل مجلس انتقالي لمنع عودة صالح وطي صفحة رئاسته.