قالت جماعات سياسية مصرية يوم أمس الاحد انها علقت اعتصامها خلال شهر رمضان الذي سيبدأ يوم الاثنين وستعاود الاعتصام بعد شهر الصوم للضغط من أجل تحقيق ما لم تحققه من أهداف الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك. لكن مئات من النشطاء غير المنتمين لاحزاب أو جماعات سياسية واصلو الاعتصام في ميدان التحرير الذي زينوا بعض خيامهم فيه قبل أيام بزينة رمضان تأكيدا على بقائهم في الميدان خلال الشهر. وأبدى مصريون كثيرون ضيقا بالاحتجاجات التي تتسبب في غلق ميادين رئيسية في مدن وتعطل المرور لكن مصريين اخرين يرون أن مواصلة الضغط على الحكومة من خلال الاحتجاجات هو أفضل وسيلة لتحقيق التغيير. ويأتي رمضان هذا العام في أكثر أوقات العام حرارة. وقالت الجماعات السياسية انها ستواصل العمل بطرق أخرى للضغط من أجل أن يسرع المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك في فبراير شباط بالاصلاحات ومحاكمة المسؤولين السابقين المتهمين بقتل المتظاهرين وفي قضايا فساد. وأغلب الجماعات التي قررت تعليق اعتصامها كانت من بين جماعات انسحبت من مظاهرة احتجاج مشتركة مع الاسلاميين الذين قال النشطاء انهم اختطفوا الحدث رغم اتفاق على توحيد المطالب والشعارات خلاله وارسال رسالة موحدة الى الجيش. وشارك أعضاء في الجماعات السياسية في اعتصامات في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى في البلاد منذ الثامن من يوليو تموز. وقالت الجماعات وعددها 26 في بيان وزع بالبريد الالكتروني "قررت كافة الاحزاب السياسية والمجموعات الشبابية الموقعة... تعليق اعتصامها بشكل مؤقت طيلة شهر رمضان الكريم مع التأكيد على العودة مرة أخرى عقب عيد الفطر المبارك للاعتصام السلمي بميدان التحرير حتي تتحقق كافة الاهداف التي فجرت ثورتنا العظيمة." وقالت الجماعات الموقعة على البيان انها "قررت البدء مع بداية الشهر الكريم في فعاليات متنوعة للضغط من أجل تحقيق باقي الاهداف والتي يأتي على رأسها مطالب أهالي الشهداء والمدنيين المحاكمين عسكريا." ويطالب النشطاء بوقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وابعاد من عملوا مع مبارك عن المناصب العليا في الدولة. وردد ناشط قرر مواصلة الاعتصام هتافا اعتاد النشطاء ترديده منذ بدء الاعتصام وهو "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" حين سئل عما اذا كان مستمرا في اعتصامه مشيرا الى قتلى الانتفاضة. وقتل أكثر من 840 متظاهرا خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما. واستخدمت الشرطة الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والعصي الكهربية والهراوات في ضرب المتظاهرين. كما أدى مئات النشطاء الذين قرروا مواصلة الاعتصام صلاة التراويح في ميدان التحرير الذي بقي مغلقا أمام المرور. وقال نشطاء ينظمون دخول القادمين الى الميدان ان نشاطهم مستمر كالمعتاد. وانتقد مصريون كثيرون الطريقة التي يدير بها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الفترة الانتقالية التي ستفضي الى ما يفترض أنها انتخابات تشريعية ورئاسية حرة ونزيهة هذا العام. واختلف الاسلاميون ونشطاء حول مدى القوة التي يتم بها الضغط على المجلس العسكري ليسرع بالتغيير. كما اختلفوا على نصوص الدستور الذي يفترض أن يوضع بعد الانتخابات التشريعية. من محمد عبد اللاه (شاركت في التغطية سارة ميخائيل) * رويترز