بدأت الحياة تدب تدريجيا في العاصمة صنعاء مع ازالة جزئية مشوبه بالحذر لمتارس واستحداثات قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة والقوات الحكومية في مناطق التماس صباح اليوم الأربعاء . وفيما سحبت القوات الحكومية افرادها من نقاط تمركزها بشارع الزبيري امس الثلاثاء وانهت إخلاء وازالة متاريس ترابية في منطقة القاع وشارع الزراعة صباح اليوم ، قال سكان قاطنون في شارع الرياض وجولة شارع 20 ومدخل هائل وشارع (16) ان نقاط تمركز لقوات الفرقة ومليشيات الاخوان المسلمين لاتزال ثابتة أمام ابواب منازلهم ومحلاتهم ، لكنهم لمسوا توجها للاخلاء وسحب اليات عسكرية مرابطة منذ تمدد قوات الفرقة المنشقة قبل نحو أسبوعين في اطار تصعيد المعارضة المسلحة في اليمن لإسقاط النظام. ولوحظ استئناف الحركة المرورية في شوارع ونقاط تماس شهدت مواجهات مسلحة بين قوات الفرقة ومليشيات الاخوان من جهة ، والقوات الحكومية من جهة أخرى وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين وسكان مدنيين استهدفت منازلهم ، وافاد شهود عيان ل(الوطن) باخلاء قوات الفرقة لمتارس ترابية بشارع الزراعة ومدخل عشرين الدائري وجوار حي القاع وإبقاء اخرى قريبة من مخيم الاعتصام مع تواصل التمركز في استحداثات مدخل الدائري وشارع هائل التجاري بالمتارس والاسلحة . ورجحت مصادر سياسية ل(الوطن) ان يكون الإخلاء الجزئي لمناطق التماس والمباني الحكومية وازالة استحداثات المتارس الترابية وانتشار المسلحين ولو جزئيا، مقدمة لتهدئة طويلة المدى تستبق ملامح تسوية سياسية مرتقبة للازمة اليمنية برعاية دولية واقليمية . واشارت المصادر الى ان ملامح التسوية كانت بدت بوضوح حينما بشر بها نائب رئيس الجمهورية الفريق هادي في اتصاله الهاتفي أمس الأول مع مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشئون مكافحة الإرهاب السيد الن روبن سيربي والذي اكد خلاله نائب رئيس الجمهورية استمرارية قرار تفويضه وكذا استمرارية الحوار مع أحزاب المعارضة وقطع مسيرة الحوار شوطاً متقدماً متوقعا الاتفاق النهائي على ما تبقى من قضايا في الأيام القليلة القادمة، غير ان التصعيد الأخير للجناحين القبلي والعسكري في تحالف المعارضة أعاد جهود المحادثات الجارية الى نقطة البداية قبيل ان تستأنف مرة اخرى بعد مغادرة مبعوث الامين العام المتحدة جمال بن عمر ،والذي بدى ان صبره اوشك على النفاذ من مناورات طرفي الأزمة على حساب حياة ومصالح المواطنين . والتقى السفير الامريكي بصنعاء كلا على حده امس وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي واللواء المنشق على محسن ويعتقد ان السفير الامريكي مارس ضغوطات على الطرفين لخفض منسوب التوتر العسكري والامني لصالح ترجيح كفة الجهود السياسية للحل السلمي .