أوقفت وزارة التعليم العالي السعودية دراسة (343)' طالبا مبتعثا للدراسة في اليمن لدى جامعة العلوم والتكنولوجيا – احدى الجامعات الاهلية - في حين بدأت الخارجية السعودية إجلاء 42 طالبة وطالبا غداة وفاة الطالب السعودي محمد الكثيري برصاصة مجهولة أمس الأول وسط العاصمة صنعاء. وأوضح الملحق الثقافي عبدالرحمن بن سعد الحسينان في تصريح نشرته (الوطن السعودية ) أن وزارة التعليم العالي هناك أوقفت بنود اتفاقية دراسة المبتعثين والمبتعثات في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء إلى إشعار آخر، تبعا لاستقرار الوضع الأمني في اليمن. في غضون ذلك، توقع محامي السفارة السعودية في صنعاء عبدالله المجاهد أن يكون الكثيري قضى برصاصة "طائشة أطلقت في فرح قرب المطعم الذي كان يتناول الغداء فيه". غيران مصادر أمنية يمنية في مستشفى الثورة العام النموذجي، اوضحت أن الرصاصة التي أصابت المبتعث محمد الكثيري جاءت من مسافة بعيدة، تقدر ب 700م، مرجحة أن الطالب ربما تعرض لعملية قنص، مستبعدة أن تكون الإصابة عن طريق رصاص عشوائي أو احتفالات أعراس. واتهم شقيق المبتعث المتوفى جامعة العلوم والتكنولوجيا الاهلية في اليمن بالكذب على شقيقه قائلا :(عاد أخي قبل شهر لإكمال دراسته باليمن بعد تلقي اتصال من جامعته بضرورة العودة للدراسة بعد المظاهرات التي اجتاحت اليمن أخيراً، أكدوا فيه كذباً أن الأوضاع استقرت، لكن الحقيقة كانت غير ذلك). ومن المتوقع نقل جثمان الكثيري إلى الرياض اليوم على رحلة تابعة للخطوط اليمنية حيث يوارى جثمانه الثرى بعد صلاة عصر اليوم في مسجد أم إبراهيم في حي المنصورية (جنوب الرياض). ورفض شقيق القتيل الكثيري تصعيد قضية مقتل شقيقه محمد إلى الجهات العليا، موضحا أن العائلة صنفت الحادثة على أنها قضاء وقدر. ويروي سالم الكثيري أحد أصدقاء الطالب المغدور تفاصيل الحادثة قائلا: «عند الساعة الواحدة ظهراً توجَّه محمد ومعه اثنان من أصدقائه لتناول طعام الغداء بشارع الجزائر بالعاصمة اليمنية صنعاء، وبعد الغداء تحرك الجميع نحو شارع «حدة» مسرح الحادثة، وفي منتصف الطريق سقط محمد على الأرض، وبدأ يشتكي من ألم في ظهره، ولم يكن يعرف ما الذي أصابه، كما أنه لم يستطع الوقوف على قدميه، حتى تبيَّن أن رصاصة طائشة استقرت في ظهره، فتم نقله على الفور إلى أقرب مستشفى إلا أن قدر الله تم، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد محاولات عدة لإجراء تنفس اصطناعي باءت جميعها بالفشل». وحسب جريدة (الحياة ) فقد أشار سالم إلى أن محمد كان خائفاً من الدراسة: (بعد العودة إلى اليمن بشهر تقريباً كان محمد يخشى من الاضطرابات الأمنية، لكن خوفه من أن يضيع سنة دراسية كان وراء سفره، خصوصاً أنه أكمل ثلاث سنوات بالطب ولم يتجاوز من العمر 23 عاماً).