سراً، وفي مكان مجهول، دفن الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي فجر أمس في عمق الصحراء الليبية بعد خمسة أيام على مقتله.. في وقت طلب المجلس الوطني الانتقالي تمديد مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا «شهرا على الاقل». واعلن مسؤول في المجلس العسكري لمدينة مصراتة التابع للمجلس الوطني الانتقالي ان جثمان القذافي، الذي كان منذ الجمعة في احد برادات المدينة، دفن ليل امس في «مكان سري» بعدما أقيمت عليه الصلاة. وقال المسؤول، طالبا عدم الكشف عن اسمه، ان جثمان القذافي، وكذلك جثماني ابنه المعتصم ووزير دفاعه ابوبكر يونس الجابر اللذين عرضا مع جثمانه في احد برادات مصراتة، دفنت جميعها معا في «المكان السري» نفسه. وقال المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي عبدالمجيد مليقطة لوكالة «رويترز» ان اثنين فقط موضع ثقة كلفا بهذه المهمة السرية. وأضاف أنهما ليسا حارسين وانما فقط شخصان موضع ثقة. وصلى خالد تنتوش الذي كان يقال عنه شيخ القذافي على جثتي الزعيم الراحل وابنه. وحضر الصلاة أيضا ابناء عم القذافي منصور ضو ابراهيم الذي كان زعيما للحرس الشعبي وأحمد ابراهيم واللذان اعتقلا مع القذافي بعد أن هاجمت ضربات جوية من حلف شمال الاطلسي موكبهم قرب سرت مسقط رأس القذافي عقب سقوطها في أيدي المجلس الوطني الانتقالي. وقال المسؤول الليبي إن شهود عملية الدفن أقسموا بعدم الإفصاح عن المكان الذي دفن فيه الجثمان. ومضى يقول: «لم يتم التوصل إلى اتفاق مع قبيلته لتسلم جثمانه». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ابنه المعتصم سيدفن في نفس المراسم، أجاب المسؤول: «نعم». الساعة 5 فجراً ونقلت وكالة« اسوشيتدبرس» في وقت سابق عن الناطق باسم المجلس العسكري في مصراتة إبراهيم بيت المال تأكيده بأن مراسم الدفن تمت سرا الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي بحضور بعض الأقارب والمسؤولين والمشايخ وفقا للشريعة الإسلامية. وبحسب حراس كانوا يتولون الحراسة في سوق مصراتة حيث كانت الجثامين الثلاثة معروضة، نقل موكب من اربع او خمس سيارات عسكرية الجثامين في وقت متأخر من ليل أول من أمس الى مكان مجهول. من جهته، قال المسؤول في المجلس العسكري لوكالة «فرانس برس» ان ثلاثة رجال دين من انصار القذافي اقاموا صلاة الغائب قبل دفن الجثامين. واضاف ان اثنين من ابناء وزير الدفاع السابق، هم معتقلان لكن افرج عنهما بالمناسبة، حضرا الدفن. واوضح المصدر «رأيت شهادة الوفاة التي تقول ان القذافي اصيب برصاصتين في الرأس والصدر وان جسده يحمل آثار عمليات جراحية قديمة واحدة في عنقه واثنتين في بطنه وواحدة في ساقه اليسرى». وكانت عائلة القذافي قد طالبت بأن يدفن جثمانه في مدينة سرت مسقط رأسه ولكن مسؤولي المجلس الانتقالي أصروا على أن يكون مكان دفنه سريا. طلب تمديد المهمة على صعيد آخر، طلب المجلس الانتقالي من قوات الحلف الأطلسي المتواجدة في البلاد تمديد مهمتها شهراً إضافياً الى حين عودة الاستقرار كليا الى البلاد. وأعلن وزير النفط والمال في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني ان السلطات الليبية الجديدة ترغب في تمديد مهمة حلف شمال الاطلسي في ليبيا «شهرا على الاقل» وقال الترهوني لصحافيين في بنغازي (شرق)، مهد الثورة ضد معمر القذافي: «اطلب من الحلف الأطلسي البقاء شهرا اضافيا على الاقل بما يضمن استقرار البلاد كليا». وياتي تصريح الترهوني الذي يترأس المجلس الأعلى للأمن المشكل في سبتمبر بعد أربعة ايام من إعلان الحلف الأطلسي نيته انهاء مهمته في 31 أكتوبر بعد سبعة اشهر على انطلاقها. وأعلن مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني أنه لا يجوز شرعاً إقامة الصلاة علي القذافي في مساجد المسلمين، أو إقامة صلاة الجنازة من قبل عامة المسلمين وشيوخ المسلمين والعلماء والأئمة على معمر القذافي وذلك لكفره صراحة، وإنكاره للسنة النبوية الشريفة، وأفعاله وأقواله في سني حكمه تدل على خروجه من الملة. وأضاف الغرياني في فتوى شرعية أذيعت يوم الاثنين وبثتها وسائل الإعلام الليبية أن «عدم الصلاة عليه، تأتي لسبب شرعي وهو لكي يكون عبرة لغيره من الحكام، وأنه يجوز دفنه في مدافن المسلمين، ويجوز أن يغسل ويصلى عليه من قبل أهله وذويه فقط.