رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بتوقيع الرئيس علي عبد الله صالح على اتفاق نقل السلطة في اليمن والذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض مساء الاربعاء، وبالمثل كان ترحيب الاتحاد الاوروبي، داعيا جميع الاطراف الى تطبيق هذا الاتفاق. وقال أوباما في بيان "هذا يمثل خطوة مهمة للامام للشعب اليمني الذي يستحق الفرصة لتقرير مستقبله." ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الى التطبيق الفوري لما وصفه ب "عملية الانتقال التاريخية". من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون في بيان: "ارحب بتوقيع الاتفاق في الرياض من اجل عملية انتقال سياسي في اليمن". واعتبرت اشتون ان "الاتفاق هو بداية فقط، لكنها بداية بالغة الاهمية". واضافت: "ادعو كل المجموعات السياسية الى دعم تطبيق الاتفاق بحسن نية. ويجب ان يؤسس لعملية مصالحة تشمل جميع اليمنيين ويفتح الطريق لعملية انتقالية ديموقراطية سلمية". وكان الرئيس علي عبد الله صالح وقع في الرياض مساء الاربعاء على اتفاق نقل السلطة على أساس المبادرة الخليجية، واعتبر أن المهم ليس التوقيع وإنما حسن النوايا لإعادة بناء ما دمرته الأزمة في اليمن. وقد جرى التوقيع على المبادرة في احتفال بالرياض حضره الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووفدان يمثلان كلا من الحكومة والمعارضة باليمن، فضلا عن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر. وبموجب الاتفاق الذي جاء في أعقاب أزمة مستمرة في اليمن منذ نحو عشرة أشهر، سيجري نقل سلطات الرئيس صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي على أن يظل رئيسا شرفيا للبلاد مدة تسعين يوما حتى يجري اختيار رئيس جديد لليمن. وجرى خلال الحفل ذاته التوقيع على الآلية التنفيذية المزمنه للمبادرة الخليجية من قبل المعارضة اليمنية وشركائها والمؤتمر الشعبي العام. وقد حث الرئيس صالح في كلمة له عقب التوقيع رعاة المبادرة الخليجية على أن يراقبوا تنفيذ هذه المبادرة بصدق وإخلاص. وقال "ليس المهم هو التوقيع ولكن المهم هو حسن النوايا والبدء بعمل جاد ومخلص لشراكة حقيقية لإعادة بناء ما دمرته الأزمة في اليمن". وأعرب عن استعداده للتعاون مع الحكومة الائتلافية اليمنية القادمة التي يشارك فيها كل أطياف الشعب اليمني، وقال "اليوم نرحب بالشراكة مع إخواننا في المعارضة، ونأسف لما حدث في اليمن وكلنا نطمح إلى أن يتم تبادل سلمي للسلطة بديمقراطية". وقال إن الصراع في اليمن الذي مضى عليه أكثر من عشرة شهور ترك آثارا عميقة على الوحدة الوطنية والاقتصاد اليمنى وأدى إلى تدمير كثير من الإنجازات التي يحتاج إعادة بنائها إلى عشرات السنين. واتهم الرئيس صالح المعارضة بأنها كانت تسعى للانفراد بالسلطة، مشيرا إلى أن الحكومة أعطتهم الفرصة للمشاركة ولكنهم كانوا يسعون للانقلاب على السلطة مما أسفر عن مصرع العديد من الأبرياء وسفك دماء الكثيرين من أبناء الشعب اليمني من أجل الوصول إلى السلطة. من جانبه أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن المنظمة الدولية ساندت منذ البداية وبشكل قوي المبادرة الخليجية. وأوضح أنه قام بالتعاون والتنسيق مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وبذلا جهودا مشتركة مع كل الأطراف اليمنية ومجلس التعاون الخليجي حتى تم التوصل إلى هذا اليوم، يوم التوقيع والبدء في مسيرة المصالحة. وفي نهاية التوقيع تحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي نوه بالجهود المخلصة لكافة دول وقادة دول المجلس الخليجي عامة وللسعودية وملك السعودية خاصة من أجل إخراج هذه المبادرة إلى النور والحصول على الدعم الدولي والإقليمي والعربي لها وكذلك موافقة كافة أطراف النزاع في اليمن عليها، حتى تم التوقيع عليها. وكان ملك المملكة العربية السعودية عبد الله بن عبد العزيز قال في كلمة له قبيل التوقيع على المبادرة "اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخ اليمن تحتاج منكم إلى اليقظة وإدراك المصالح وتحقيق أهداف الحرية بكل أشكالها ولا يمكن لها أن تستقيم دون مسؤولية". وحذر الملك اليمنيين من الخلافات "لأن النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات لا يعلمها إلا الله"، داعيا إياهم إلى "تحكيم العقل ونبذ الفرقة ونسيان الماضي والتسامح". وخاطب اليمنيين قائلا "إن المملكة ستبقى عونا لكم كما كانت في الماضي وهذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القائمة بحكمة وصدق وشفافية وليكن طريقكم إلى ذلك الصبر والعمل، وبدون ذلك لا مجال لتحقيق آمالكم وطموحاتكم".