دشنت قوى التطرف العسكرية والقبلية الرافضة للحل السلمي والمبادرة الخليجية لإنهاء الصراع في اليمن ، معركة فرض الأمر الواقع على الأرض انطلاقا من محافظة تعز لتحسين شروط تفاوض أطرافها السياسية الموقعة على المبادرة واليتها بمسعى لتقاسم اللجنة العسكرية التي ستتولى مهمة الإجراءات العملية لإزالة المظاهر التي خلفتها تداعيات الأزمة اليمنية المفترض تكليفها من الرئيس بالإنابة عبدربه منصور هادي. وتجددت يوم الخميس الاشتباكات العنيفة في مدينة تعز بين فصائل مليشيا المعارضة وبإسناد القوات المنشقة التابعة لعلي محسن الأحمر من جهة ، والقوات النظامية من جهة أخرى سقط فيها نحو 15 شخصا مناصفة من الجانبين وأصيب نحو 45 آخرين وفقا لرواية الطرفين ، فيما لم يتسنى تأكيد صحتها من مصادر مستقلة ، وسط اتهامات متبادلة بمساعي اقتحام المدينة والسيطرة عليها بمختلف مرافقها وأحيائها المأهولة بالسكان. وجاءت تلك المواجهات العنيفة بعد يومين من توعد الجناح العسكري لحزب الإصلاح "الإخوان" في تصريح لقيادي فصائل المليشيات بمحافظة تعز حمود المخلافي باشعال المحافظة وعدم هدوئها والسعي لإسقاطها في 48 ساعة. وتسعى مراكز قوى التطرف المصدومة بتوقيع المبادرة التي تجاهلتهم ومشروعهم "الليبي" الممول من قطر ، لإثبات حضور وبضغوط على الرئيس بالإنابة تحت تهديد سيناريو أكثر مما مورس على الرئيس علي عبدالله صالح وبأدوات "الفوضى والقوة والسلاح" وتغييب الحقيقة بالتضليل. وقالت وسائل إعلام تابعة لتكتل اللقاء المشترك المعارضة أن قوات الجيش التابعة "لبقايا النظام" شنت قصفا منذ الفجر على الأحياء الغربية لمدينة تعز وحاولت اقتحامها ، مشيرة الى تصدي من أسمتهم "صقور الحالمة" من فصائل أنصار الثورة، للجيش وتدمير عدد من الآليات وقصف معسكرات الأمن المركزي والنجدة واللواء 33 ردا على ما وصفوها بهجماتهم ضد أحياء تعز. وتحدثت مصادر المعارضة عن سقوط 8 شهداء في صفوف مسلحيها ونحو 30 جريح ، بالإضافة الى تضرر عديد من المباني السكنية. وأكدت أنباء المسلحين على "فيس بوك" ، "إعطابهم لعربات تابعة للجيش والأمن وإحراق منازل تابعة لقيادات في حزب المؤتمر الحاكم ، وقتل عدد من تابعيهم" ، كما نقلت "صفحة تعز ستي" بان "صقور الحالمة أمطروا معسكر الأمن المركزي بالرصاص وقذائف الهاون عند الساعة الواحدة ظهرا ، وسمع أصوات سيارات الإسعاف في المكان وذلك ردا على إستهدافهم لأحياء كلابة وزيد الموشكي". من جانبه قال بيان لمصدر أمني في محافظة تعز أن" المليشيات التخريبية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الإصلاح " الإخوان المسلمين " والمتمردين الخارجين عن الشرعية الدستورية -في اشارة للمنشقين- واصلوا اعتداءاتها على المعسكرات وأفراد القوات المسلحة والأمن وعلى المنشآت والأحياء السكنية والمواطنين الأبرياء في مدينة تعز مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الجنود والمواطنين وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وذكر المصدر إن مجاميع تخريبية مسلحة من تلك المليشيات قامت فجر اليوم بالاعتداء على مبنى البحث الجنائي وفرع مصلحة الهجرة والجوازات والإدارة العامة للمرور ومعسكر اللواء 33 مدرع بقصفها بمدافع الهاون و" بي 10 " وقذائف " آر بي جي " وصواريخ " لو " ومختلف الأسلحة الرشاشة, مما أدى إلى استشهاد خمسة جنود وإصابة 15 آخرين- في حصيلة اولية. وأضاف إن مليشيات المشترك و" الإخوان المسلمين " قامت بحرق ونهب عدد من منازل قيادات في المؤتمر الشعبي العام بينها منزل الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر والشيخ محمد منصور الشوافي وكيل محافظة تعز والشيخ عبدالرزاق الخليدي, كما قامت بقتل نجل الشيخ الخليدي وأحد مرافقي الشيخ الشوافي أثناء هجومها على تلك المنازل وقصفها بمختلف الأسلحة. وأشار المصدر إلى أن تلك العناصر التخريبية لم تكتف بتلك الاعتداءات والخروقات, بل قامت بقصف عدد من الأحياء الآهلة بالسكان مما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة ثلاثة وإلحاق أضرار كبيرة بعدد من المنازل. ونوه المصدر إلى أن هذه الاعتداءات والخروقات تأتي في إطار التوجه العنيف لمن يقف وراء تلك المليشيات التي تصر على مواصلة العبث بالأمن والاستقرار بهدف إفشال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة, وإفشال الجهود المبذولة للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بالوطن منذ أكثر من 10 أشهر. وحمل المصدر أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الإصلاح " الإخوان المسلمين" مسئولية ما يترتب على هذه الأعمال العدوانية والجرائم التخريبية التي ترتكب بحق أبناء مدينة تعز وبحق أفراد القوات المسلحة والأمن الأبرياء, وحذرهم من هذا التصعيد الخطير ومواصلة الاعتداءات التي تخل بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع في مدينة تعز والمحافظة بشكل عام.