أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين زيادة مساعداتها الإنسانية لليمن بمقدار 5 ملايين يورو إضافية، في خطوة قالت انها تأتي انطلاقاً من مخاوفها حيال آثار تفاقم أوضاع عدم الاستقرار والجفاف والفقر في اليمن على مئات الآلاف من السكان المستضعفين. وبهذه الزيادة المقرة يصبح إجمالي المساعدات الإنسانية، التي رصدتها المفوضية الأوروبية في عام 2011 لليمن 25 مليون يورو، كما يرتفع مجموع التمويل الإنساني إلى أكثر من 60 مليون يورو. وقالت السيدة كريستالينا جيورجيفا، مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للكوارث، بتصريح أنها عندما زارت اليمن قبل 11 شهراً، "كان البلد قد وصل إلى حافة أزمة إنسانية، ومنذ ذلك الوقت، ازدادت الحالة سوءاً وفقد مئات الآلاف بيوتهم، ولم يعد في متناولهم سوى النزر اليسير من الطعام، وأصبحوا ضحايا للعنف". وأضافت "لقد قررنا، في هذه اللحظة الحرجة بالنسبة لليمن وشعبه، زيادة مساعداتنا العاجلة والاستمرار في دعمنا للأسر اليمنية الأكثر استضعافاً من غيرها، وعلى وجه الخصوص من خلال تزويدهم بالغذاء والرعاية الصحية." وطبقا لبيان عن المفوضية الأوروبية –تلقت "الوطن" نسخة منه- فان التمويل الأوروبي الإضافي سيسهم في توفير المساعدة والحماية للسكان المتضررين بفعل الاشتباكات المسلحة والاضطرابات السياسية، بالإضافة إلى ضحايا أزمة الغذاء المتواصلة وتدفق اللاجئين من منطقة القرن الإفريقي، وخاصة من الصومال. كما أن هذه المساعدات الإضافية ستوفر التمويل اللازم لتوزيع الغذاء وبرامج "المال مقابل العمل" والمبادرات الاقتصادية ذات النطاق الصغير. كما سيتم التأكد من وصول ما يقترب 300,000 شخص إلى مرافق المياه والصرف الصحي. إضافة إلى ذلك، سيستمر توفير المساعدات الإنمائية المعتادة، التي تركز على الحاجات الأساسية للسكان. هذا وقد أسهمت الاتفاقية، التي تم التفاوض عليها في شهر كانون الثاني (يناير) 2011 من خلال وساطة المفوضة جيورجيفا بين الحكومة اليمنية و جماعة الحوثيين في مساعدة العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في مناطق النزاع والجفاف. بيد أن أعمال العنف واختطاف العاملين الإنسانيين ستستمر في إعاقة عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن الأكثر فقراً من غيره. وقد كررت المفوضة جيورجيفا دعوتها لجميع الفصائل المسلحة في اليمن لحماية أرواح المدنيين — وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال — والسماح بالوصول إلى المناطق المحفوفة بالخطر وإيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.