قطع محتجون يمنيون عددا من شوارع العاصمة صنعاء مساء اليوم مطالبين حكومة الوفاق الوطني بانهاء سياسية العقاب الجماعي واعادة التيار الكهربائي وشبكة المياه الى منازلهم. وقال شهود عيان ان مواطنين من سكان منطقة شعوب احرقوا اطارات للسيارات وسط الشارع المؤدي لمدخل منطقة شعوب طريق باب اليمن منددين بمواعيد حكومة الوفاق الوطني بشان اعادة التيار الكهربائي واصلاح الاختلال والأعطال في الشبكة العامة والمحولات والتي طالتها أضرارا فادحة خلال العشرة الاشهر المنصرمة من الأزمة اليمنية . وفي شارع (45) جنوب العاصمة قال سكان هناك ل(الوطن) ان مواطنين وضعواأحجارا وسط الشارع المؤدي الى ميدان السبعين وأشعلوا اطارات للسيارات مطالبين حكومة الوفاق الوطني بتوفير التيار والكهربائي وإعادة ضخ المياه الى منازلهم . وغرب العاصمة صنعاء تظاهر المئات من أبناء مديرية معين بالعاصمة امام منزل نائب رئيس الجمهورية بمنطقة الستين، مطالبين بتوفير خدمات التيار الكهربائي والمياه. وطالب المتظاهرين – في مديرية معين والتي تشمل مناطق كل من : (السنينة ، الجبل، آزال، وغيرها) – نائب رئيس الجمهورية بسرعة إقالة وزير الكهرباء وقيادة المجلس المحلي بالمنطقة ، وإصدار توجيهاته بسرعة إصلاح وإعادة التيار الكهربائي والمياه للمنطقة التي لازالت تعيش في الظلام الحالك منذ خمسة أيام. وفي حين تتسع رقعة الاحتجاجات على استمرارانقطاع التيار الكهربائي ، تراجع وزير الكهرباء عن وعود سابقة له باصلاح ابراج نقل خطوط التيار وإعادته الى العاصمة صنعاء خلال بضع ايام ، حيث كشف اليوم عن اعتراض مشاكل قبلية منعت الفرق الهندسية من إصلاح الشبكة. وقال وزير الكهرباء، الدكتور صالح سميع: «إن عودة عمل الشبكة الكهربائية الوطنية مرتبطة بمشكلات مع قبائل تعيق عمل الفرق الهندسية التي نجحت في إصلاح الأعطال الكبيرة في الشبكة الوطنية، الممتدة من محافظة مأرب الشرقية إلى صنعاء، وتغذيها مع مدن أخرى بالكهرباء». وأضاف الدكتور سميع في تصريح ل«الشرق الأوسط»: «إن الفرق الهندسية أنجزت إصلاح أبراج الشبكة الوطنية الأسبوع الماضي، خاصة في مناطق بني الحارث وآل شبوان، وتبقت أعطال في مناطق، منها نقيل بن غيلان لم يتم إصلاحها بسبب منع القبائل لفرقنا الهندسية»، مشيرا إلى أن القبائل «لديها مطالب غير واقعية وغير مقبولة، ولا دخل للكهرباء بها»، وأوضح أن «هذه المطالب مرتبطة بحقوق مادية وتعويضات»، مؤكدا على أن الوزارة «مستعدة لإعادة الكهرباء خلال يومين فقط، إذا ما سمحت القبائل لعمل فرقنا الهندسية لإصلاح ما تبقى من أعطال». وأوضح الدكتور سميع أن الوزارة غير قادرة على تشغيل الشبكة الوطنية من محطة مأرب، إلا بعد حل المشكلات مع القبائل، وقال: «لا بد من رادع، ولو بالقوة، تجاه من يعيق عمل الفرق الهندسية وعودة الخدمة الضرورية للمواطنين»، وكان عمال ومهندسي فرق المؤسسة العامة للكهرباء الخاصة بصيانة خطوط الضغط العالي (400) كيلو فولت والمكلفة بإصلاح البرج رقم (22) في ثومه منطقة نهم تمكنوا من الدخول إلى منطقة البرج ابتداء يوم السبت ال(3) من ديسمبر الجاري لبد عملية تركيب برج جديد بدلا عن البرج الذي تعرض للانهيار الكامل يوم 20 / 10 / 2011م بفعل تعرضه لإطلاق نار كثيف. وقالت مؤسسة الكهرباء يومها ان اصلاح البرج سيؤدي الى اعادة ادخال محطة مارب الغازية المزود الرئيسي للكهرباء في اليمن خلال عشرة ايام. وطالب وزير الكهرباء والطاقة الجديد الدكتور صالح سميع – عند استلام مهامه - قيادة الوزارة بوضع خطة عاجلة وتقارير مستعجلة عن المؤسسة العامة للكهرباء والهيئة العامة لكهرباء الريف والبرنامج الاستثماري للعام الجاري وماتم إنجازه في البرنامج. مؤكدا على وضع خطة تدخل في برنامج الحكومة للمعالجة العاجلة للوضع الصعب لهذا القطاع وكذا عمله المستقبلي. وأشار إلى أن وضع الكهرباء الصعب يتطلب مضاعفة الجهود وتضافرها لحل إشكاليات هذا القطاع ومواجهة الطلب المتنامي على الطاقة وتغطية العجز الحاصل في هذا القطاع. لافتاً إلى ضرورة تشغيل المحطات المتوقفة في الأمانة وإصلاح أعطال خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب صنعاء الناقلة للطاقة من محطة مأرب الغازية. ودعا سميع الجميع استشعار المسئولية بعيداً عن الحزبية والمناطقية انطلاقا من معيار العمل الجاد والمثمر.. وقال:" سنعمل بنفس جديد وآلية جديدة، وأعتزم في قادم الأيام تشكيل غرفة عمليات تتابع كيفية إدارة المنظومة الكهربائية عموماً بإشراف من الوزير، وسنعمل كفريق واحد، كما أعتزم إنشاء مكتب فني في إطار مكتب الوزير يضطلع بالبحوث والدراسات في الجوانب الفنية والقانونية والمالية ويكون رابط للوزارات بكل كياناتها وهيئاتها". وتعيش أمانة العاصمة ومحافظات اليمن انقطاعا شبه كلى، منذ أكثر من 10 شهور، حيث تعمل بالعاصمة 3 ساعات في اليوم الواحد. وتعرضت محطة مأرب الغازية لأكثر من 40 اعتداء، أدى إلى خروجها عن الخدمة، وسط تبادل الاتهامات بين السلطة والمعارضة بالوقوف وراء ذلك.كما تعطلت 8 محطات بالعاصمة تزود اليمن بالكهرباء بسبب انعدام مادة الديزل..وتوجه وزارة الكهرباء، معوقات كبيرة منها رفض السكان تسديد الفواتير والتي وصلت إلى ملايين الريالات.