استنفرت قيادات حزب المؤتمر الشعبي بكافة هيئاتها التنظيمية والوزارية والشوروية والبرلمانية والمحلية والحكومية في إعادة ترتيب الصفوف على مختلف المستويات المركزية والمحلية لمواجهة المرحلة الثانية من حرب الفوضى التي أطلقتها أحزاب تكتل المشترك ونقلت معركتها مؤخرا إلى داخل المؤسسات والمرافق الحكومية بعديد محافظات بمساعي إساقط الدولة وتعطيل مرافقها واجتثاث جماعي لمئات من موظفيها ومسئوليها المنتمين لحزب المؤتمر عبر الدفع بأنصارها لتظاهرات فوضوية وممارسات إرهابية داخل تلك المؤسسات ، في خرق وانقلاب فاضح على اتفاق التسوية الخليجية. جاء ذلك في ضوء مخرجات لقاء تشاوري استثنائي جمع تلك القيادات برئاسة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح –رئيس المؤتمر وبحضور نائبه عبدربه منصور، وقف أمام ما يجري في الساحة منذ التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض والآلية التنفيذية بين المؤتمر وحلفائه ، والمشترك وشركائه ، باتجاهيه الايجابي والسلبي المعطل والمعيق لمسار التنفيذ والساعي لاجهاض التسوية لاسيما الفوضى المتعمدة التي تجتاح بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنها بعض الدوائر في القوات المسلحة والوحدات وأيضاً الأجهزة الأمنية. وألمحت مصادر متطابقة حضرت اللقاء الى ضغوط اكدت على ضرورة عدول الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره السابق بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج قبل انتهاء المرحلة الانتقالية الأولى وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21فبراير 2012م، ما يزيح الستار وينهي الجدل المحلي والأمريكي حول سفره . وفي كلمة له أمام اللقاء التشاوري اكد الرئيس صالح أن "المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية هي عملية لانفراج وانهاء الازمة التي استمرت احدى عشر شهرا وليبدأ الناس صفحة جديدة"، مضيفا "لكن الطرف الآخر لا يريد ، هم يريدون رجل في السلطة واخرى في المعارضة واستمرار الفوضى". واعتبر أن ما يجري في بعض المؤسسات من تظاهرات واعتصامات واقتحامات ، إنما هي "فوضى وإذا لم يتم تلاشيها ومنع كل لتداعياتها فستتطور وتؤدي إلى إنهيار المؤسسات " ، مؤكدا على ضرورة التشاور والتفاهم بما يؤدي إلى وضع حد ، مشددا على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بانهيار المؤسسات ومرافق الدولة التي بنيت منذ أكثر من 49 سنة .. وتضاعف وتيرة الانجاز وتحقيق المكاسب بعد ال 22 من مايو 1990 وقال الرئيس صالح مخاطبا الحاضرين "إذا إنهارت المؤسسات من الصعب إعادة هيكلتها وإعادة ترتيب أوضاعها، ويبدو أن التوجه هو خلق فوضى عارمة في المحافظات واعتصامات ومسيرات وإخواننا في المؤتمر أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي يتفرجون وينتظروا ماذا ستعمل النجدة وقوات الأمن". مضيفا "نحن في حقيقة الأمر لن نقحم الشرطة أو النجدة أو الأمن المركزي أو القوات المسلحة في مثل هذه الحالات فالمؤتمر يتحمل مسئولياته في كل المحافظات ويحافظ على الأمن ويتصدى لكل الفوضى والغوغائية". وتابع بالقول "هذا اللقاء التشاوري هو مختصر في اتخاذ جملة من التدابير لمنع هذه التداعيات ومنع هذه الفوضى وإلا بحثنا عن خيارات أخرى"..."يجب أن تكونوا أحزاب وطنية وتواجهوا التحدي بالتحدي وتواجهوا الطيب بالطيب وتواجهوا الايجابية بايجابية لإننا إذا في شيء ايجابي يجب أن نواجهه بإيجابية ، وإذا في شيء سلبي يجب أن نكون واضحين، نشتي سلطة ونشتي لانتكلمش ولا نواجه ماتركبش" . وأضاف "هم الآن ينخروا في الوزارات ويقيلوا المسئولين ويطردوهم من مكاتبهم ومن مؤسساتهم وشلل سيحدث في كل أجهزة الدولة، وهم في نفس الوقت متربعين على كراسي السلطة ، الوضوح مابش أحسن منه ياسلطة وتقاسمنا السلطة وخيرها وشرها علينا جميعاً... أما هذا الوضع هذا وضع غير سليم" . وتابع "نحن نتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الاتحاد الأوروبي ومع دول الخليج واعتقد أنهم يطلعون أولاً بأول، الأخ النائب اجتمع بهم أكثر من مرة -مع السفير الامريكي والدول دائمة العضوية وكذلك دول الخليج -ويطلعهم أولاً بأول على مجريات الأمور.. الذي فهمنا من المبادرة الخليجية والذي تحقق هو تشكيل الحكومة وتشكيل اللجنة العسكرية وبدأت في أعمالها ولكن ما يحدث اننا نخرب مترس ، ويبنون المترس الثاني فلابد من التدابير والتفاهم مع احزب اللقاء المشترك بوضوح وبشفافية وبصراحة في تنفيذ المبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة مع آليتها التنفيذية" . وقال "اليوم صار للحكومة واحد وعشرين يوم واخذت قرار مجلس النواب بمنحها الثقة ، وهذا بناءاً على توصية مني لأعضاء مجلس النواب من كتلت الحزب ،قالوا الطرف الآخر ماحضر ..قلنا حتى لو ماحضر يكون الفضل لكم أدوا للحكومة الثقة أدوا للحكومة الثقة، طيب مادامت منحت الحكومة الثقة المفروض رئيس الوزراء يتفاهم مع الكتلة الذي اختارته الذي هم الطرف الآخر ، يا بقينا وحكومة واشتغلنا مهنياً ..يا وضع ثاني ..مايسبرش رئيس وزراء في رأس السلطة وأنت تقوم بمسيرات من ريمة وإلا من الحديدة وإلا من المحويت وإلا من صعدة وإلا من أي مكان ماتركبش ، قد كنت في المعارضة استمر في المعارضة ، أما تأتي إلى كراسي السلطة وتعمل شلل في المؤسسات والوزارات الذي فيها المؤتمر وحلفائه ووزاراتهم ما أحدش يقربها، أنا مش مع هذا إن إحنا نجاريهم في تصرفاتهم الخاطئة ولكن نتكلم معهم بوضوح ونتحاور معهم بشفافية مطلقة ".