انهار اتفاق موقع بين حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن مع جماعة الحوثي لوقف القتال الدائر في بعض مناطق محافظة حجة شمال غربي البلاد وذلك بعد مضى ساعات من تاريخ إعلان الاتفاق يوم أمس الأول، في حين أكدت مصادر رسمية استمرار المواجهات المسلحة بين الطرفين. وأعلنت وزارة الداخلية يوم السبت سقوط قتلى وجرحى من الطرفين خلال محاولة جماعة الحوثي الاستيلاء على جبل المشنة بمنطقة عاهم وهو الجبل الذي أبرمت فيه لجنة الوساطة اتفاق وقف إطلاق النار أمس الأول . وأكدت مصادر رسمية وقوع اشتباكات متقطعة بين الطرفي بمديرية كشر محافظة حجة, مشيرة الى عدم توفر أي معلومات عن عدد القتلى والجرحى من الجانبين. واتهمت إدارة الأمن بمحافظة حجة العناصر الحوثية بتفجير السجن في عاهم ( والذي كان خالياً من أي سجين), وقالت أن جانباً من بناء السجن تهدم بالكامل, مقدرة الأضرار الناجمة عن هذا العمل التخريبي ب15 مليون ريال). وكان حزب الإصلاح أعلن يوم الخميس الماضي عن التوصل للاتفاق مع جماعة الحوثي لوقف القتال الدائر في بعض مناطق محافظة حجة شمال غربي البلاد .. والذي أوقع مئات القتلى والجرحى من الطرفين وتسبب بموجة نزوح لآلاف الأسر خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية نتيجة ضراوة المعارك في صراع نفوذ بترتيبات مستقبل الحكم في البلاد. والاتفاق الذي وقع في منطقة الملاحيظ الواقعة بين محافظتي صعده وحجه,تم برعاية الشيخ علي بن علي القيسي ،وممثل عن حزب الاصلاح وهو النائب زيد الشامي ومن طرف الحوثيين يوسف الفيشي وعلي العماد. ومن ابرز بنود مضامين الاتفاق التي نشرها الاصلاح"التعايش السلمي واعتماد مبدأ الحوار في حل المشاكل- تعزيز كل ما يؤدي للتقارب والتعاون والابتعاد عن كل أساليب فرض الرؤى بالقوة- وقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف والابتعاد عن أي أعمال استفزازية والعمل على عودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم- تشكيل لجان ميدانية لحل أي إشكال ومعالجته بشكل فوري-تشكيل لجنة مشتركة ترعى التطبيق والالتزام بهذه البنود وعلى وجه الخصوص -وقف فوري لإطلاق النار وفتح الطرقات- التفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ وقادة الحوثيين لتهدئة الأجواء لعودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة أسباب التوتر". وادت المواجهات التي اندلعت قبل شهرين تقريبا,إلى مقتل وجرح المئات من الطرفين المتحاربين في حصيلة غير مؤكدة من جهات مستقلة ترصد في إحصائياتها أسبوعيا عشرات القتلى والجرحى ، كما تسبب ذلك بموجات نزوح كبيرة للسكان من جحيم الموت,وفاقمت المواجهات من الوضع الإنساني للأهالي الذين يعانوا أصلا من صعوبة العيش. وتسيطر جماعة الحوثي القريبة من إيران، منذ العام 2004، على محافظة صعدة الشمالية، المحاذية للملكة العربية السعودية، وسبق أن خاضت ست حروب ضد القوات اليمنية الحكومية، منذ ذلك العام وحتى 2009، فيما تشير اتهامات إلى مساعيها التوسعية غربا وشرقا ما تسبب في قتال دامي مع جماعات سنية مناوئة انتهت في الجوف مؤخرا بتقاسم المحافظة بين مسلحي الاصلاح ومسلحي الحوثي ، وفي حجة لا تزال مرتبطة بمصير صمود الاتفاق الجديد.