أعلن حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن يوم الخميس عن التوصل للاتفاق مع جماعة الحوثي لوقف القتال الدائر في بعض مناطق محافظة حجة شمال غربي البلاد .. والذي أوقع مئات القتلى والجرحى من الطرفين وتسبب بموجة نزوح لآلاف الأسر خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية نتيجة ضراوة المعارك في صراع نفوذ بترتيبات مستقبل الحكم في البلاد. ونشر موقع حزب الاصلاح الرسمي على شبكة الانترنت "الصحوة نت "، بيان عن التوصل للاتفاق وتوقيعه بين قبائل حجه والحوثيين وهو مكون من سبعة بنود يقضي في أبرزها بوقف إطلاق النار بين الجانبين وفتح الطرق وتشكيل لجنة تشرف على عودة الوضع لطبيعته بمديرتي كشر ومستبأ في محافظة حجة. وتقول مصادر قبلية أن معظم رجال القبائل، الذين يقاتلون "الحوثيين" في حجة، ينتمون إلى حزب الإصلاح الإسلامي، الغطاء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين السنية، وأبرز أحزاب "اللقاء المشترك"، الشريك الرئيسي للمؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس علي عبدالله صالح، في حكومة "الوفاق الوطني"، المشكلة مطلع ديسمبر، وفق اتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ أكثر من عام، على وقع مطالب بإسقاط النظام الحاكم. وقال حزب الإصلاح أن الاتفاق وقع في منطقة الملاحيظ الواقعة بين محافظتي صعده وحجه,برعاية الشيخ علي بن علي القيسي بالإضافة إلى أمين العاصمة السابق احمد الكحلاني باعتباره من أبناء المحافظة ،وممثلان للمشترك هما النائب في حزب الإصلاح زيد الشامي والقيادي الناصري محمد مسعد الرداعي ومن طرف الحوثيين يوسف الفيشي وعلي العماد. ومن ابرز بنود مضامين الاتفاق التي نشرها الاصلاح"التعايش السلمي واعتماد مبدأ الحوار في حل المشاكل- تعزيز كل ما يؤدي للتقارب والتعاون والابتعاد عن كل أساليب فرض الرؤى بالقوة- وقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف والابتعاد عن أي أعمال استفزازية والعمل على عودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم- تشكيل لجان ميدانية لحل أي إشكال ومعالجته بشكل فوري-تشكيل لجنة مشتركة ترعى التطبيق والالتزام بهذه البنود وعلى وجه الخصوص -وقف فوري لإطلاق النار وفتح الطرقات- التفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ وقادة الحوثيين لتهدئة الأجواء لعودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة أسباب التوتر". وأدت المواجهات التي اندلعت قبل شهرين تقريبا,إلى مقتل وجرح المئات من الطرفين المتحاربين في حصيلة غير مؤكدة من جهات مستقلة ترصد في إحصائياتها أسبوعيا عشرات القتلى والجرحى ، كما تسبب ذلك بموجات نزوح كبيرة للسكان من جحيم الموت,وفاقمت المواجهات من الوضع الإنساني للأهالي الذين يعانوا أصلا من صعوبة العيش. وتسيطر جماعة الحوثي القريبة من إيران، منذ العام 2004، على محافظة صعدة الشمالية، المحاذية للملكة العربية السعودية، وسبق أن خاضت ست حروب ضد القوات اليمنية الحكومية، منذ ذلك العام وحتى 2009، فيما تشير اتهامات إلى مساعيها التوسعية غربا وشرقا ما تسبب في قتال دامي مع جماعات سنية مناوئة انتهت في الجوف مؤخرا بتقاسم المحافظة بين مسلحي الاصلاح ومسلحي الحوثي ، وفي حجة لا تزال مرتبطة بمصير صمود الاتفاق الجديد.