اتهمت وزارة الداخلية يوم الاثنين الحوثيين بقصف مدفعي ثقيل على ما تبقى من بناء سجن عاهم بمحافظة حجة شمال غربي اليمن وهو ما أدى إلى تهدمه بالكامل، فيما نفى زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي ما تنشره وزارة الداخلية من بيانات بشأن الاحداث في عاهم بمحافظة حجة والتي قال أن حزب الاصلاح –الذراع السياسي للاخوان- هو من يشعل الحرب ويشنها هناك وغيره من المناطق، وأن الداخلية باتت ناطقة باسمه. الداخلية قالت في بيان أن القصف الذي تعرض له سجن عاهم في محافظة حجة من قبل مسلحي الحوثي هو الثاني من نوعه مشيرة إلى أن القصف السابق تسبب في انهيار جزء منه في الوقت الذي لم يكن بداخله أي سجين.بحسب البيان. وفي سياق متصل أفادت الوزارة في بيانها بتواصل المواجهات المسلحة بين الحوثيين وقبائل حجور بمديرية كشر حتى يوم الاثنين بينما سقط 3 قتلى من القبائل وإصابة 4 آخرين في المواجهات التي جرت أمس بين الطرفين. وأوضحت أنه استنادا للتقارير الأمنية الواردة للوزارة فقد تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح ما بين قتيل وجريح لكن لم يعرف عددهم حتى الآن بسبب تكتم الحوثيين بهذا الشأن. بالمقابل نفى عبدالملك الحوثي القائد الميداني لجماعة الحوثيين ما تنشره وزارة الداخلية من بيانات بشأن الأحداث في عاهم بمحافظة حجة والوقول بشن هجمات وخرق اتفاق الهدنة. وقال بيان صادر عن مكتب عبدالملك الحوثي يوم الاثنين :انه تبين من خلال التوقيع على إتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الإصلاح أن مليشياته طرف في الحرب ولها الدور البارز ، وانه انكشف واضحاً تورط الإصلاح ومشاركته في أحداث (عاهم وكتاف) وما سبقها فهو جزء من المشكلة، وعناصره هي من تقاتل هناك وتثير الفتنة -حسب تعبير البيان . وإذ استغرب البيان ما صدر عن وزارة الداخلية بخصوص أحداث (عاهم) وما قالته عن "تصدي من قبائل حجور لهجوم من الحوثيين" وصف الحوثي الوزارة بأنها ناطق بإسم حزب الإصلاح. وقال الحوثي "تبنى ذلك التصريح وغيره للداخلية مواقف الوكالة عن المعتدين والتحدث باسمهم وانحيازه إلى جهة ومهاجمته لنا بلا برهان ولا دليل ، يتنبى مواقف المعتدين وبشكل لا يستطيع أن يقطع بصحة ما ورد فيه عاقل". واضاف" كان الأحرى بالداخلية أن تستنكر ما يقوم به السفير الأمريكي من تدخل سافر في وضع البلاد بدلا عن كيل الاتهامات ". ويشير اتهام زعيم جماعة الحوثيين لوزارة الداخلية بسبب تولي منصب الوزير المنتمي الى حزب الإصلاح في حكومة الوفاق الوطني التي جاءت اسهاما من المجتمع الدولي في معالجة الأزمة السياسية في البلاد والتي تعصف بها منذ أكثر من عام. ويأتي تبادل الاتهامات الممزوجة بتطورات تجدد المعارك في أعقاب انهيار اتفاق موقع بين حزب الإصلاح مع جماعة الحوثي يوم الخميس الماضي لوقف القتال الدائر في بعض مناطق محافظة حجة والذي أوقع مئات القتلى والجرحى من الطرفين وتسبب بموجة نزوح لآلاف الأسر خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية نتيجة ضراوة المعارك في صراع نفوذ بترتيبات مستقبل الحكم في البلاد. والاتفاق الذي وقع في منطقة الملاحيظ الواقعة بين محافظتي صعده وحجه,تم برعاية الشيخ علي بن علي القيسي ،وممثل عن حزب الاصلاح وهو النائب زيد الشامي ومن طرف الحوثيين يوسف الفيشي وعلي العماد. ومن ابرز بنود مضامين الاتفاق التي نشرها الاصلاح"التعايش السلمي واعتماد مبدأ الحوار في حل المشاكل- تعزيز كل ما يؤدي للتقارب والتعاون والابتعاد عن كل أساليب فرض الرؤى بالقوة- وقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف والابتعاد عن أي أعمال استفزازية والعمل على عودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم- تشكيل لجان ميدانية لحل أي إشكال ومعالجته بشكل فوري-تشكيل لجنة مشتركة ترعى التطبيق والالتزام بهذه البنود وعلى وجه الخصوص -وقف فوري لإطلاق النار وفتح الطرقات- التفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ وقادة الحوثيين لتهدئة الأجواء لعودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة أسباب التوتر". وادت المواجهات التي اندلعت قبل شهرين تقريبا,إلى مقتل وجرح المئات من الطرفين المتحاربين في حصيلة غير مؤكدة من جهات مستقلة ترصد في إحصائياتها أسبوعيا عشرات القتلى والجرحى ، كما تسبب ذلك بموجات نزوح كبيرة للسكان من جحيم الموت,وفاقمت المواجهات من الوضع الإنساني للأهالي الذين يعانوا أصلا من صعوبة العيش.