عدن - عاد الهدوء الحذر إلى مدينة عدن جنوبي اليمن مع صبيحة يوم الاثنين بعد ليلة مشحونة بالتوتر خلقتها محاولات إحداث اختراقات أمنية واضطرابات في أحياء متفرقة من المدينة جوبهت بحزم ، قبيل يوم واحد على موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة . ودوا انفجار كبير ليل الأحد- الاثنين في مقر اللجنة الأصلية لمديرية خور مكسر الدائرة 22 الواقع بمعهد أمين ناشر الصحي، وقال شهود عيان أن سحب دخان شوهدت مع دوي الانفجار بسور المبنى حيث يعتقد أنها عبوة ناسفة ، كما سمع دوي انفجارات متفرقة في أنحاء متفرقة من مدينة عدن ،قالت مصادر محلية أنها قنبلتين صوتيتين أحداها بمديرية كريتر في محاولات خارجين على القانون افتعال اضطرابات وإرعاب السكان لعدم التوجه للانتخابات غدا. وذكر شهود عيان ل"الوطن" أن تعزيزات عسكرية اضافية من مدرعات وأطقم عسكرية طوقت مديرية خور مكسر وانتشرت بشوارعها بعد حدوث انفجار معهد امين ناشر ، فيما دفع بتعزيزات مماثلة في كافة مديريات محافظة عدن وحول مقار مراكز اللجان الانتخابية وبنسق مضاعف أول وثاني من الحماية. ودارت اشتباكات كر وفر في أزقة بعض حواري خور مكسر في أعقاب الانفجار الذي استهدف مقر اللجنة الأصلية والإشرافية للدائرة 22، وقال سكان أن مطاردة الأمن لمسلحين في الشوارع يعتقد بتورطهم وراء زرع العبوة الناسفة استمرت لساعات وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى واعتقال مسلحين. كما استهدف مسلحون مع الساعات الأولى يوم الاثنين دورية لجنود في منطقة الكرنيش، وأصابوا جندي حسبما أفاد مراسل "الوطن" في المدينة ،مشيرا إلى أن إصابته وصفت بالخطيرة ، فيما جرت اشتباكات محدودة مع مطاردات قوات الأمن لمسلحين في مديرية المعلا بمنطقة تتوسط محيط مبنى المحافظة وبين فندق العمودي بلازا وسط الشارع الرئيسي. وأكدت مصادر متطابقة, أن محافظة عدن, وقبل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية, تحولت إلى مدينة شبه مغلقة, بعد الانتشار الأمني الكثيف من قبل قوات الأمن في أحياء عدة, تحسبا لأعمال تخريبية تستهدف المراكز الانتخابية من قبل بعض قوى "الحراك الجنوبي" الرافضة للانتخابات, وهجمات أخرى محتملة من قبل عناصر تنظيم "القاعدة". وكان مصدر أمني في محافظة عدن أعلن أن أجهزة الأمن اعتقلت خلية إرهابية مكونة من خمسة أشخاص بحوزتهم عدد من العبوات الناسفة كانت مجهزة للتفجير, وهي عبارة عن ثلاث قذائف مدفعية عيار 130 مغلفة بمادة متفجرة "تي إن تي" مع الصواعق والأسلاك والبطاريات وأجهزة للتفجير عن بعد. وكشف المصدر أن التحقيقات الأولية مع عناصر الخلية المضبوطة أظهرت أنهم كانوا أثناء اعتقالهم, في طريقهم لتفجير العبوات الناسفة في بعض الدوائر الانتخابية بهدف خلق حالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين سعيا نحو التأثير على إقبال الناخبين, ومحاولة إفشال الانتخابات الرئاسية في بعض المراكز الانتخابية بالمحافظة. واستهدفت هجمات عدة مراكز انتخابية في الجنوب حيث يدعو الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي بقيادة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض إلى «عصيان » ومنع للانتخابات بالقوة. وكانت محافظة عدن شهدت خلال اليومين الماضيين عمليتين أمنيتين منفصلتين استهدفتا مقار لجان الانتخابات في المحافظة سقط خلالها قتيل وثلاثة جرحى، في حين أُصيب 6 جنود يمنيين، على الأقل، أمس الأحد، بهجمات شنها مسلحون على مراكز انتخابية ونقاط أمنية في محافظات لحج، عدن، والضالع، جنوبي البلاد. فيما نجا وكيل محافظة الضالع الشيخ عبدالله حسين الحدي من محاولة اغتيال نفذها مسلحون بإطلاق النار على سيارته في الطريق العام، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه . وعلى رغم حشد عشرات الالاف من القوى المسلحة طالبت اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للإنتخابات بتوفير وحدات احتياط لتغطية أي طارئ أمني خصوصاً في بعض المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً، في ضوء تهديدات جماعات مسلحة متشددة تتبع تنظيم «القاعدة» بتنفيذ عمليات إرهابية أثناء الاقتراع، ورفض فصائل مسلحة تنتمي الى جماعات «الحراك الجنوبي» الانفصالية إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في المحافظات الجنوبية ، وإعلان حركة «الحوثيين»، التي تسيطر على محافظة صعدة مقاطعة الانتخابات.