يترقب العالم استيقاظ الشمس من سباتها لتثور ضاربة الأرض بعاصفة شمسية مغناطيسية قوية خلال الساعات القادمة هي الأكبر منذ 2006. وشهدت اخر معطيات مركز الأرصاد الجوية الفضائية للدائرة الوطنية للدراسات المحيطية والجوية في الولايات المتحدة الأمريكية NOAA الجمعة على أن العاصفة المغناطيسية التي بدأت على الأرض مساء أمس الخميس بعد انخفاض كبير استعادت قوتها ووصلت في الوقت الحالي إلى درجة G3 – أي درجة العاصفة المغناطيسية القوية. وتجري العواصف المغناطيسية على الأرض عندما "تصطدم" بالغلاف المغناطيسي للكوكب كتل البلازما المنبعثة من الشمس، وهي عبارة عن كتل إكليلية مرتبطة بانفجارات الأشعة السينية على الشمس. وتسبب الجزئيات المشحونة في اضطرابات جيومغناطيسية، وإذا زادت قوتها فيمكن أن تؤدي إلى أعطال في الأجهزة الالكترونية وأجهزة اتصال الراديو والشبكات الالكترونية. وقال سيرغي بوغاتشيف العامل في مخبر الأشعة السينية الفلكية التابع لمعهد الفيزياء باسم ليبيديف لوكالة "ريا نوفستي" أن العاصفة المغناطيسية الحالية تعد أقوى العواصف لعام 2012. وكانت قد أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن الشمس أطلقت عاصفة مغناطيسية باتجاه الكواكب السيّارة ومن ضمنها كوكب الأرض. وستضرب العاصفة الشمسية المشحونة جزيئات الأرض بسرعة 6,44 ملايين كيلومتر في الساعة، ويمكن أن تؤثر على توزيع الكهرباء والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية (جي بي اس) ورواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية وقد ترغم شركات الطيران على تغيير مسار طائراتها لتجنب المناطق القطبية. ويؤكد الخبراء على أن الأرض محمية جدا من هذه العواصف بفضل حقلها المغناطيسي الطبيعي. ويحذر علماء من أن تتسبب العاصفة في انقطاعات واسعة في الكهرباء وتعطل شبكات الاتصال لمدة غير قصيرة، وقد تتأثر حركة الطائرات والأجهزة الالكترونية وأنظمة الملاحة الجوية والأقمار الصناعية الرئيسة. *البقعة الشمسية المنتجة للعاصفة وهذه العاصفة الشمسية التي تعتبر قوية نسبيا، سببها ظهور بقعة شمسية عملاقة على سطح الشمس رقمها التصنيفي AR1429 . وحول اخر تطورات رصد تلك البقعة الشمسية، قالت الجمعية الفلكية بجدة في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة أن المتابعة اليومية للبقعة في سماء المملكة والتي تم اكتشافها الأسبوع الماضي ولا تزال تعبر سطح الشمس قد زاد حجمها بشكل دراماتيكي من أربع مرات إلى سبع مرات حجم الأرض وأصبح رصدها من خلال التلسكوبات الشمسية أو عملية الإسقاط في غاية الوضوح إضافة إلى أنها الآن أصبحت في مواجهة الكرة الأرضية. وذكرت انه منذ اكتشاف هذه البقعة حدثت أربعة انفجارات قوية أحدها انفجار من نوع (اكس 5) والذي حدث يوم الأربعاء الماضي 7 مارس، ويحتمل أن يكون هناك نشاط يلحق ذلك وفق مؤشرات المجال المغناطسي للبقعة. وحتى الآن تسببت هذه البقعة الشمسية في قذف كتل اهليجية إلى الفضاء وصلت إلى المجال المغناطيسي للكرة الأرضية ما أدى إلى حدوث عاصفة جيومغناطيسية نتج عنها عروض للشفق القطبي تم رصدها في المناطق الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية فقط.( وكالات )