جددت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيرها من تزايد أعداد النازحين داخلياً نتيجة استمرار الصراعات في شمال وجنوب اليمن ، وهو ما اعتبرته "أمراً بالغ الخطورة"، مشيرة الى أن "قرابة 13,500 أسرةً تركت منازلها فى الآونة الاخيرة بسبب تلك الصراعات ، مع احتمال استمرار تزايدهم في المستقبل"، بينما يعقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم (الأربعاء) الاجتماع الخاص بمناقشة الأوضاع الإنسانية في اليمن. وقالت المفوضية في بيان صحفي جديد تلقت "الوطن" نسخة منه ، انه في محافظة حجة الواقعة شمالي البلاد، "نزحت مؤخراً حوالي 5.500 أسرة من منازلها بفعل القتال الدائر في مديريات كشر ومستبا ووشحه وعاهم، حيث تعيش هذه الأسر في الوقت الراهن فى أي مكان يتسنى لها الوصول اليه، وغالباً ما تشكل أماكن أيواء مؤقتة و في ظل ظروف غايةً فى الصعوبة". وفي الجنوبِ، افادة المفوضية بأن "القتال الذي نشب مؤخراً بين القواتِ الحكوميةِ والمجموعات المُسَلَّحةِ في منطقتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين ادى إلى تشريد زهاء 8.000 أُسرة، تمكنت حوالى 4,000 أسرة منها من الفرار إلى محافظة لحج ومدينة عدن،فيما نزحت 4.000 أسرةً أخرى إلى مناطق تقع ضمن محافظة أبين نفسها". وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انها بدات بالتنسيقِ مع الحكومةِ اليمنيةِ، بالإستجابة لهذه الحالاتِ الجديدة من النزوح، حيث قامت في الشمالِ بتوفير المساعدات الإيوائية العاجلة والتي من شأنها مساعدة هؤلاء النازحين الجدد على تأسيس مأوى مناسب. مشيرة الى انه وحتى اللحظة، تلقت 1.387 أسراة نازحة في الشمال الخيام و الفراش ومستلزمات المطبخ، وفي ذات الوقت، اوضحت انها تقوم بإجراء تقييم عاجل لاحتياجات النازحين الجدد في عدن بُغية توفير المساعدات اللازمة لهم. ومع ذلك، اكدت المفوضية انه "لايزال الوصول إلى النازحين داخلياً في كلٍ من شمال البلاد و جنوبها محدوداً بسبب استمرار القتال و القيود المفروضة على الحركة، و هو ما يعني أن كثيراً من النازحين لا يمكن الوصول إليهم"-حسب قولها. و في هذا الصدد، قال السيد نفيد حسين ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن: "تمثل عملية نزوح الأهالي من مساكنهم جراء الصراعات أو الكوارث تجربة مريرة بكل المقاييس، حيث يفقد الناس كل شيء لديهم،" مضيفاً "نعمل في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مَع الحكومة اليمنية والعديد من العاملين فى المجال الإنسانى ِ، كل ما بوسعنا لتَقديم المساعدات المنقذة للحياة لأولئك الذين شُردوا من بيوتهم، و يعتبر توفير الملجأ أمراً في غاية الأهمية، كما أن من المهم فهم أن معالجة الاحتياجاتِ الإنسانيةِ لهؤلاء النازحين تمثل عنصراً رئيسياً لاستقرار البلاد في هذا المرحلة المهمة في اليمن." ويوجد في اليمن ما يقرب منً نِصْف مليون نازحاً (463,500 مسجلاً) بسبب النزاعاتِ في أجزاءِ مختلفةِ مِنْ البلادِ، و من بين 21 محافظة يمنية، هناك 11 منها تستضيف نازحين، و تقع على عاتق المفوضية مسئولية دعم الحكومة اليمنية من أجل تلبية احتياجات هؤلاء النازحين، و كذا العمل على إيجاد حلول دائمة لهم. وتقوم المفوضية، الى ِجانب الحكومةِ، بتقديم المساعدات أيضاً لأكثر من 200.000 لاجئاً في اليمن، وقد شهد عام 2011 -بحسب تقرير للمنظمة العليا لشئون اللاجئين -عدداً قياسياً من حيث أعداد الواصلين الجدد من الصوماليين إلى اليمن، حيث وصل 103,000 لاجئاً ومهاجراً إلى الشواطئِ اليمنية. وقالت المفوضية انها تسعى فى 2012 للحصول على 60 مليون دولار لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين. وفي سياق متصل بالاوضاع الانسانية في اليمن يعقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم (الأربعاء) الاجتماع الخاص بمناقشة تلك الأوضاع بمشاركة كل من: دول مجلس التعاون، واليمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وعدد من الدول والمنظمات الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية في اليمن. ومن المقرر أن يقدم فريق متخصص من هيئة الأمم المتحدة خلال الاجتماع نتائج أعماله المتعلقة بتقويم الأوضاع الإنسانية في اليمن التي نتجت من الأزمة التي مر بها اليمن. كما سيقوم الفريق بتقديم خطة مفصلة لمواجهة التحديات التي يواجهها اليمن في المجال الإنساني، بما في ذلك أوضاع النازحين داخل اليمن، واللاجئين إليها من دول القرن الأفريقي والمناطق اليمنية المتضررة خلال تلك الأحداث.