أبين - قال مصدر عسكري في اليمن ان 23 إرهابيا من أنصار الشريعة (الجناح المحلي لتنظيم القاعدة ) قتلوا في مواجهات ضارية مع قوات الجيش اندلعت مساء الأمس في زنجبار ومنطقة الكود بمحافظة ابين جنوبي اليمن . وأوضح المصدر في بيان لوزارة الدفاع أن من بين القتلى عدد من الأجانب أحدهما باكستاني والآخر صومالي , مشيرا الى مصرع 15 منهم في حصن شداد, فيما البقية قتلوا باتجاه ملعب حسان والمراقد والكود إثر قيامهم بتنفيذ هجمات على أفراد من القوات المسلحة ومحاولات تسلل ، واشار المصدر إلى استشهادي جندي وإصابة آخر في المواجهات . وفي سياق متصل أعلنت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة أن العملية الانتحارية التي وقعت أمس في محافظة أبين، وقتل خلالها أربعة من رجال المقاومة الشعبية كانت محاولة فاشلة لاستهداف وزير الدفاع اليمني اللواء علي ناصر أحمد الذي يزور المنطقة للإشراف ميدانياً على القتال ضد عناصر التنظيم. وذكرت الجماعة في بيان لها إن انتحاريين حاولا التسلل إلى اللواء 111 مشاة في مدينة لودر أثناء وجود الوزير بداخله، لكن الجنود اكتشفوا أمرههما وأصابوهما بإطلاق النار عليهما، قبل أن يفجرا نفسيهما. وتسعى قوات الجيش لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظة أبين منذ مطلع العام الماضي. وأدى الصراع بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة أنصار الشريعة المتشددة في جنوب اليمن إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يواجه ما يقرب من نصف سكانه انعداماً في الأمن الغذائي، ويعاني حوالى مليون طفل من سوء حاد في التغذية. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً أنها "عالجت أكثر من 50 شخصاً خلال الأسبوع الفائت وسط تصاعد العنف والقتال في جنوب اليمن،" مشيرةً إلى أن "جميع المرضى هم من المدنيين المصابين من جراء انفجار القنابل". أمّا في بلدة لودر بمحافظة أبين الجنوبية، فلم يتمكن موظفو منظمة أطباء بلا حدود من إحالة المرضى إلى المرافق الصحية الأخرى نظراً لأن قطع الطرق جعل التنقل مستحيلاً. وقد بدأ الصراع في مايو 2011 عندما قام مسلحون باقتحام زنجبار، عاصمة أبين، التي تبعد حوالى 30 كيلومتراً من عدن. وقبل أن يجتاح الجهاديّون زنجبار في أواخر الصيف الماضي، كان عشرات الآلاف قد فروا من أبين، ما أدى إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في المناطق المحيطة بها، وأثار مخاوف من أن تصبح عدن، وهي أكبر ميناء في البلاد، الهدف التالي لجماعة أنصار الشريعة.