استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين, أمس, في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي, وفي بعض احياء دمشق حيث استعادت قوات النظام بعض السيطرة. وبعد دمشق التي سجل تصعيد عسكري سريع فيها في الايام الماضية بدأت الاشتباكات في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا, ثم ارتفعت فيها حدة الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام قبل اشهر لتتخذ طابعا عسكريا. وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" في بيان, ان "اشتباكات عنيفة" تدور في حي الصاخور ومنطقة الحيدرية عند اطراف المدينة "وتستخدم القوات النظامية فيها الرشاشة الثقيلة والقذائف", ما تسبب بسقوط عشرات الجرحى. وكان افاد في وقت سابق عن اشتباكات متواصلة منذ صباح أول من أمس, في حي صلاح الدين القريب من الوسط. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان "هناك نزوحا للاهالي من الحي تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي". وفي دمشق, حيث اعلن النظام اعادة سيطرته على حي الميدان القريب من وسط المدينة, بقيت حركة سير خفيفة في الشوارع, مع استمرار اجواء التوتر والخوف. وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى "سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي المزة" في شرق العاصمة المتاخم للاحياء الجنوبية حيث تستمر الاشتباكات. وقال الناشط ابو مهند المزي من حي المزة إن "اشتباكات تدور عند اطراف الحي في منطقة البساتين التي تتعرض لقصف من قوات النظام في المتحلق الجنوبي". واشار ابو مهند الى ان "لا وجود لحواجز للامن لنظامي في الحي, بل هناك حواجز للجيش السوري الحر", مضيفا ان "قسما كبيرا من النساء والاطفال خرجوا من الحي". وتحدث عن "ازمة خبز حقيقية بسبب تزاحم الناس على الافران خوفا من فقدان هذه المادة", مضيفا "نحصل على الخبز بصعوبة, وباستثناء الافران, المحال التجارية كلها مقفلة". وقال احد سكان مخيم اليرموك في جنوب العاصمة إنه لم يخرج من منزله منذ الاربعاء الماضي. وأضاف "الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم, والذين يطلقون النار على كل تجمع". ولجأ خلال الايام الاخيرة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سكان من احياء اخرى في دمشق, وقبلها من احياء في حمص, ويشكو سكانه من نقص في المواد الغذائية. وقالت امرأة في المخيم رافضة الكشف عن اسمها, وهي والدة لطفلين, "يوجد نقص في الخبز والحليب في المخيم". وذكر سكان في العاصمة ان من بقي في دمشق عمد الاربعاء والخميس, بعد اندلاع الاشتباكات, الى شراء المواد الغذائية بكميات كبيرة وتكديسها في المنازل. (ا ف ب )