- نجحت جهود وساطة محلية وقبلية في نزع فتيل احتراب واسع النطاق في محافظة حجة شمال غربي اليمن بين "جماعة الحوثيين" ، واتباع حزب التجمع اليمني للإصلاح-الذراع السياسي للإخوان واكبر احزاب تكتل المشترك الحاكمة بمقتضى التسوية الخليجية-حسبما أعلنته مصادر رسمية يوم الاحد. وكانت منطقة الشاهل بمحافظة حجة قد شهدت الاسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومجاميع تابعة وموالية لحزب الإصلاح قتل فيها امرأتان من أبناء المنطقة وجرح طفل فيما قتل اثنان من الحوثيين إضافة إلى إصابة ثالث. ودفع تفجر المواجهات إلى تكثيف الاستعدادات ومظاهر الحشد لكل من مسلحي "جماعة الحوثيين" ومجاميع حاشدة تابعة وموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح تمهيداً لخوض حرب واسعة النطاق على غرار الحروب الست التي شهدتها محافظة صعدة المجاورة لحجة، حيث شهدت المنطقة تصعيداً غير مسبوق للمظاهر المسلحة وعمليات حشد مكثفة ونفير من قبل الطرفين. بالمقبل اشتغلت وساطة من قيادة المحافظة تضم عدداً من المشائخ والوجهاء في مسعى لإزالة أسباب التوتر الحاصل في المنطقة وحل النزاع القائم، ونزع فتيل حرب واسعة النطاق كانت تلوح بالافق. وأعلن يوم الأحد ، أمين عام المجلس المحلي بمحافظة حجة أمين صالح القدمي إن الجهود التي بذلتها السلطة المحلية بالمحافظة بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمديرية –الشاهل-والأجهزة الأمنية نجحت في احتواء التوتر المسلح الذي نشب الأسبوع الماضي بين الطرفين، حيث تم إلزامهما بالتحكيم –وفق العرف القبلي اليمني - وحل الخلاف ودياُ بما يحافظ على الأمن ويحقن الدماء بين الطرفين. وأكد أمين محلي حجة، في تصريح لوكالة سبأ الرسمية ، رفع النقاط المسلحة التي نصبها الطرفين على طول الطريق المؤدية من الأمرور حتى المحابشة بعد رضوخ الأطراف للتحكيم، داعياً أبناء المحافظة بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية في الحفاظ على استقرارها وأمنها والتخلي عن السلاح وكل ما يؤدي إلى تعزيز الفرقة والشتات بين أبناء المحافظة. مصادر محلية بمحافظة حجة، كانت قد أشارت إلى أن مجاميع مسلحة مكثفة من الحوثيين تتوافد ومنذ ايام الى محافظة حجة انطلاقاً من "صعدة" المجاورة تمهيدا لاحتراب واسع مع قبيلة "العبادلة" التي بادرت الى إعلان انضمامها الى حزب التجمع اليمني للإصلاح، المعروف بمناهضته للحوثيين، فيما سارعت القبيلة والحزب إلى استنفار مسلحيهم من عدة مناطق تأهبا للقتال. وحذرت المصادر مما وصفته ب"التداعيات الكارثية" التي يمكن أن تنجم في حال اندلعت شرارة الحرب بين الحوثيين والإخوان وهو ما سيؤدي الى اتساع رقعه الحرب والخراب لتشمل أقرب المحافظات الحدودية من صعدة المجاورة التي لا تزال تعاني الآثار الجسيمة التي خلفتها الحروب الست الطاحنة التي اندلعت بين الحوثيين والقوات الحكومية خلال السنوات الماضية. وكان حسن زيد، أمين عام حزب "الحق" الإسلامي واحد من ستة أحزاب منضوية في تكتل "اللقاء المشترك"، حذًر من "توجه لتفجير صراع حوثي- إصلاحي" في شمال اليمن، حيث تخضع مناطق واسعة هناك لسيطرة هذه الجماعة منذ العام 2004. وقال في تصريحات صحفيه قبل ايام إن "قيادات عسكرية في حزب الإصلاح تدعم هذه التوجه"، في اشارة إلى قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع"، اللواء "الاخواني" علي محسن الأحمر، الذي قاد قوات الجيش والموالية لها في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لحروب ستة منذ 2004 وحتى 2010 ضد "الحوثيين" في محافظة صعدة.